عادي
فعاليات مميزة تستمر حتى 18 مارس

أيام الشارقة التراثية تحلو في وادي الحلو

19:34 مساء
قراءة 6 دقائق
أيام الشارقة التراثية في وادي الحلو
أيام الشارقة التراثية في وادي الحلو
أيام الشارقة التراثية في وادي الحلو
أيام الشارقة التراثية في وادي الحلو
أيام الشارقة التراثية في وادي الحلو
جانب من كلمة د.عبد العزيز المسلم في افتتاح أيام الشارقة التراثية بوادي الحلو
جانب من جلسة أدبية نقاشية
جلسة نقاشية حول دور الوثائق والمسكوكات في كتابة التاريخ
من المحاضرة
من المحاضرة

احتضن وادي الحلو فعاليات الدورة 20 لأيام الشارقة التراثية وضيوف الأيام والمهتمين بالشأن الشعبي التراثي المحلي، حيث تستمر حتى 18 مارس الحالي، ووسط الأهازيج والرقصات التراثية، قص الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة بكلباء شريط الافتتاح، ليعلن انطلاق الفعاليات التي تمت بحضور خميس المزروعي والي منطقة وادي الحلو، ود. عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ود. عبيد سيف الزعابي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، وجمع غفير من مسؤولي الدوائر والمؤسسات الحكومية.

وعلى منصة الاحتفال، ألقى د. عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لفعاليات أيام الشارقة التراثية ال20 رجل التراث العربي، كلمة ترحيبية بالضيوف، مشيداً بالدور الكبير المبذول من قبل أهالي منطقة وادي الحلو التي لها موقع جغرافي مميز، في الحفاظ على التراث المحلي والاعتزاز به، مبيناً أنه جزء من رد الجميل لدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يدعم ويؤكد بشكل مستمر أهمية التراث في بناء حضارات الشعوب، وأصالتها، ورفعتها.

وحرص أهالي منطقة وادي الحلو أن يكون لفعاليات الدورة الحالية لأيام الشارقة التراثية ظهور ذو دلالات متميزة، تنطلق من التعبير عن اعتزازهم بهذا التراث، ففي ركن السوق الشعبي جلست مجموعة من النسوة يمارسن عدداً من الحرف الشعبية كالغزل والنسيج والخياطة وغيرها، وبالقرب منهن مجموعة من الفتيات الصغيرات اللواتي يتابعن العمل، في إشارة إلى أن وادي الحلو يواصل نقل التراث بين الأجيال.

وأقيمت سوق بضائع بينها تراثية، فيما انطلقت مجموعة من الصبيان والفتيات الصغار وهم يمارسون ألعاباً شعبية حية على مسرح الفعاليات، وكان لملابسهم التراثية أبرز الأثر في إضافة المزيد من البهجة والسرور إلى أجواء الفعاليات وجمهورها الغفير الذين تفاعلوا معها بالتصفيق والتشجيع.

اليولة كتراث فني شعبي كانت حاضرة في الفعاليات، كما كانت هناك فقرة الغناء الريفي الشعبي باستعمال الربابة التي نالت استحسان الحاضرين، حيث ثمنوا وجود هذا الفن بين أبناء الوطن الشباب في إشارة إلى بقائه وعدم زواله مع الأيام.

«الأيام» تزيح اللثام عن مجموعة (الضباب)

بالتعاون مع نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، شهدت أيام الشارقة التراثية، وضمن سلسلة جلسات المقهى الثقافية، جلسة أدبية نقاشية أزاحت اللثام عن المجموعة القصصية (الضباب - قصص قصية) بمشاركة مؤلفها الكاتب والشاعر الإماراتي عبدالله السبب، والإعلامية الإماراتية خلود حوكل، وبإدارة الدكتور صالح هويدي.

استهلت خلود حوكل الجلسة، التي حضرها محسن سليمان رئيس نادي القصة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعدد من المهتمين بفن القصة القصيرة، بتقديم مقاربة نقدية لهذه المجموعة القصصية القصيرة جداً والتي نشرت في فترة الثمانينات في عدد من الصحف المحلية كالبيان والخليج، وتناولت عدة قضايا وإشكاليات وموضوعات تهم المجتمع الإماراتي آنذاك.

وأوضحت حوكل أن قصة الغلاف هي المفتاح أو البوابة التي تصلنا بالمحتوى ومضمون الكتاب، إذ إن خلف الغلاف حكاية تعود لمدرس الرسم التشكيلي حشمت قنديل الذي وعد الكاتب عام 1987 بتقديم رسم فني كغلاف للمجموعة حال نشرها في ذلك العام، لكن ما حدث أن المخطوطة ضاعت بعد أن أخذها الكاتب للجهة المعنية بطباعتها ونشرها، وفي لمسة وفاء بين أستاذ وتلميذه وبعد أكثر من 35 عاماً، رأت المجموعة النور بعد طباعتها حاملة على غلافها ذلك العمل الفني.

وبعد استعراض دلالات إهداء الكاتب لمجموعته القصيرة إلى الفنان حشمت قنديل وزملاء القصة الإماراتية كعربون وفاء واعتزازه منه، أوضحت حوكل أن هذه النصوص الإبداعية التي قدمها السبب للقارئ حملت لغة مكثفة وسرداً قصيراً جداً بقالب كلاسيكي جذاب تجنب الكاتب من خلالها المرادفات اللغوية والإسهاب في نصوص مفتوحة وقابلة للتأويل وعناوين واضحة ومباشرة ممسكاً ببراعة الكاتب بعناصر القصة القصيرة وقالبها المتكامل، لافتة إلى أن التجربة الإبداعية للكاتب متفردة وقديمة منذ بواكير شبابه، ونجح في تنويع هذه التجربة الكتابية ما بين مختلف الفنون الأدبية الإبداعية.

وأوردت حوكل قائمة عناوين القصص التي تضمها المجموعة وهي 9 قصص مختلفة، تغطي عدداً من الموضوعات التي تهم الأسرة الإماراتية وتعالج قضايا المجتمع الإماراتي، وتوقفت المحاضرة على بعض نماذج من هذه القصص، والتي مارس فيها الكاتب أسلوب السهل الممتنع في التقاطات أو ومضات سريعة حرص خلالها على نقل الفكرة المراد معالجتها للقارئ من دون تعقيدات، كما أن الكاتب اختتم مجموعة بعمل توثيقي عبر رصد كُتاب القصة القصيرة، وسيرته الأدبية والإبداعية المنشورة في وسائل الصحف المطبوعة.

تجليات فن النسيج

شهد برنامج الإصدارات الجديدة توقيع كتاب (تجليات فن النسيج في مصادر التراث العربي) للكاتبة حمدة محمد الزرعوني، الباحثة في مجال التاريخ والتراث الثقافي. ويقع الكتاب في 103 صفحات من القطع الصغير، وهو من إصدارات معهد الشارقة للتراث لعام 2023، وتتضمن محتوياته مجموعة من الموضوعات المرتبطة بالنسيج، والتي ترصد قصة هذا الفن الحرفي في الحضارة الإسلامية، وكيف وثقته النسيج في مصادر التراث العربي، فضلاً عن تجلياته في مصادر التراث الإسلامي، والكتب والمعاجم اللغوية، وكتب الرحلات والجغرافيا، وكتب التاريخ والأدب.

وتقول حمدة الزرعوني: في هذا العمل حاولت تسليط الضوء على فن إسلامي قابل للاندثار بحكم عدم مقاومة أي قطعة نسيجية لأبسط العوامل الطبيعية من الحرارة والضوء والتخزين وغير ذلك من المؤثرات، برغم عمليات الحفظ التي تواظب عليها المؤسسات الثقافية المعنية، وأهمها المتاحف التي بدأت بوادر اهتمامها تظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد سبقت الشرقيين بما يقرب قرناً من الزمان.

وأضافت: لقد حظي النسيج بعناية خاصة منذ البواكير الأولى للحضارة الإنسانية، فهو من الصناعات الضرورية التي اعتمدت على الموارد البيئية الطبيعية، النباتية، الحيوانية. ويرتبط تطور النسيج بتطور الحضارات الإنسانية، وأهمية عامل الاستقرار البشري من استئناس الحيوانات، وزراعة النباتات لتلبية الحاجات الأساسية للإنسان ما استدعى أن تبدأ مرحلة متطورة من استغلال الموارد الحيوانية والنباتية في صناعة مواد وحاجات أخرى منها صناعة النسيج اليدوي البدائي.

الوثائق والمسكوكات في كتابة التاريخ

ضمن سلسلة المحاضرات الثقافية في أيام الشارقة التراثية المقامة تحت شعار (التراث والإبداع)، عقد المقهى الثقافي جلسة نقاشية ثرية حول (الوثائق مصادر التاريخ ومواطن الإبداع)، أدارها الدكتور مِنِّي بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، وشارك فيها الدكتور خليل السعداني من المعهد الجامعي للبحث العلمي، والباحث والمؤرخ الإماراتي الدكتور سيف البدواوي، والدكتور معتز محمد عثمان المؤرخ والخبير والأكاديمي المتخصص في مجال المسكوكات والطوابع.

تحدث د. خليل السعداني حول الوثائق المكتوبة والمصورة والشفوية كمصدر لكتابة التاريخ، واستعرض نماذج من الكتابة الغربية فيما يخص طبيعتها المصدرية وبالتركيز على النماذج الفرنسية والأمريكية.

واستعرض المحاضر عدداً من المدارس التي ارتبطت بالمصادر المكتوبة لكتابة التاريخ، ومنها المدرسية المنهجية الوضعية، ورائدتها المجلة التاريخية، وكتاب مدخل إلى الدراسات التاريخية ودوره في تقديم نقد تاريخي رصين، لكنه تعرض للنقد من المجلة التركيبية في بدايات القرن العشرين.

وأما فيما يتعلق بالمصادر البصرية كمدخل لكتابة التاريخ، فقد تحدث السعداني عن دور مجلة الحوليات في بروز مدرسة الحوليات كمدرسة تاريخية جديدة في فرنسا، أدت إلى توسيع مفهوم الشواهد المعتمدة لكتابة التاريخ لتشمل الصور الثابتة والمتحركة، ومنها اللوحات الزيتية والأفلام الوثائقية والسينمائية، وهي تخضع لتحليل بصري وتشكيلي وتاريخي.

وفي المحور الثالث أشار المحاضر إلى المصادر الشفوية وتجربة التاريخ الشفوي لدى هنود الولايات الأمريكية نموذجاً، والتي بدأت بصيغة المفرد لدى الأمريكي الأبيض، ليدخل الهنود لاحقاً كمكون مجتمعي ضمن كتابات المؤرخين وبصيغة الجمع الذي يستحضر دور كل الفاعلين على تلك الأرض الجديدة، لافتاً إلى ظهور المدرسة الانتشارية وعدم اعتماد المؤرخين في كتاباتهم على الوثائق الأوروبية والأورو- أمريكية فقط، ما أثمر عن ظهور كتب تاريخية تراعي وجهة نظر المغلوبين وتتحدث عن حياتهم الدينية والروحية سواء الهنود أو غيرهم من الأقليات.

واختتم السعداني ورقته بالقول إن المؤرخ بعد إعداده للشواهد يدخل في الجانب الإبداعي، لأن التاريخ يرتكز على الوصف والتأويل، ومن أجل الوصف الجيد لا بد من امتلاك ناصية الكتابة عبر العديد من الروايات والقصص، باعتبار التاريخ رواية حقيقية إن صح التعبير.

لمحات مصورة عن الشارقة

توقف د. سيف البدواوي في ورقته على بعض اللمحات التاريخية حول تاريخ إمارة الشارقة وحكامها، مدعومة بعرض مجموعة من الصور والمخطوطات المرتبطة بذلك. حيث استعرض بإيجاز شجرة عائلة القواسم في الشارقة، ثم انتقل إلى بيان أهم المحطات التاريخية للمدينة ومن ذلك خور الشارقة، ومحطة الطيران، وتوقيع اتفاقية النفط،وإنشاء أول سينما وإذاعة في المحطة، والأحداث والمواقف التي شهدتها المدينة بالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، والعلاقة مع البريطانيين في تلك الفترة، وبعد ذلك استعرض صوراً أخرى قديمة حول الجبيل وحديقة الحصن والرولة وشارع العروبة وميناء خالد، والخدمات الصحية والتعليمية التي كانت تقدمها الكويت للشارقة.

وجاءت ورقة د. معتز عثمان، حول دور المسكوكات في توثيق وكتابة التاريخ وكشف أسرار الحضارات، مشيراً إلى أن هذا الدور عانى التهميش والتجاهل، رغم أن هذه المسكوكات وما ارتبط بها من علم (النميات) تعتبر أحد أدق المصادر والأعمدة القوية لتوثيق وأرشفة التاريخ بالمقارنة مع بعض الوثائق الأخرى، ولها إسهام مهم في تصحيح بعض التواريخ التي غفلت عنها بعض المصادر التاريخية.

ولفت إلى أن النقود عبر التاريخ حظيت بمكانة ووضع سيادي، كونها تَصدر من السلطة الحاكمة وبإشراف مباشر من الخلفاء والسلاطين، ولها دلالات سياسية ترتبط بإعلان الولاء والبيعة للخليفة، ومعرفة الفترة الزمنية للحكم والتناوب عليه، كما أنها تعكس الوضع الاقتصادي والتجاري لكل مجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9jzpe3dd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"