عادي

الأم المثالية لبورسعيد.. كفيفة نجحت فيما فشل فيه المبصرون

19:45 مساء
قراءة دقيقتين
عيوشة سليمان

القاهرة: «الخليج»

أشعلت المصرية عيوشة حسن سليمان، البالغة من العمر78 عاماً، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان فوزها بلقب الأم المثالية لمحافظة بورسعيد، حيث ضربت أروع الأمثلة في الفداء والتضحية، حتى نجحت في تربية بنتين اثنتين رغم كف بصرها، وعبرت بهما إلى بر الأمان، فضلاً عن رعايتها لأربعة من الأشقاء، تحملت مسؤوليتهم كاملة بعد رحيل والدها، وهي لم تبلغ بعد عامها الثاني عشر.

وقالت وزارة التضامن المصرية في حيثيات اختيار عيوشة أماً مثالية لمحافظة بورسعيد، إنها نجحت رغم كف بصرها، وتخلي زوجها عنها وعن ابنتيها، في الاعتماد على نفسها، بل إنها كانت دائماً ما تحثهما على صلة والدهما والاطمئنان عليه، مشيرة إلى أن عيوشة التحقت بالعمل منذ أن كان عمرها 12 عاماً، بعدما تُوفي والدها، وترك لها أربعة أشقاء، ما دفعها إلى ترك دراستها بالمرحلة الابتدائية، لتعمل بأحد المصانع، حتى تساعد والدتها في تربية إخوتها، واستكمال دراستهم، والاعتماد على أنفسهم، قبل أن تتزوج في سن الثلاثين، وتنجب ابنتاها، فتعاني مرة ثانية زوجاً عديم المسؤولية.

عملت عيوشة، حسبما يقول التقرير الصادر عن وزارة التضامن الاجتماعي، على شراء سيارة بالتقسيط لزوجها كي يعمل عليها ويعتمد على نفسه، ويتمكن من الإنفاق على الأسرة وتوفير احتياجاتهم، لكن محاولاتها ذهبت هباء، إذ اختفى الزوج وهجر أسرته، لتعكف الزوجة على تربية ابنتيها منه، قبل أن تفاجأ به وقد طلقها غيابياً في عام 1999 ويتزوج بأخرى.

وتقول عيوشة: كان عمر البنتين في تلك الفترة لا يزيد على ثلاثة عشر عاماً، فاضطررت إلى جانب عملي بالمصنع، إلى العمل في مشغل تابع للأسر المنتجة، لإنتاج المشغولات اليدوية، وهو ما أدى إلى ضعف بصري تماماً نتيجة الإجهاد، لكني لم أتوقف عن العمل لتربية وتعليم البنتين، حتى حصلتا على مؤهلات جامعية، فالابنة الأولى حصلت على بكالوريوس تربية وتعمل بإحدى مدارس التعليم الفني الصناعي، والثانية بكالوريوس إدارة أعمال ودبلوم في التربية، لكنها فضلت عدم الخروج للعمل لرعاية عيوشة بعد رحلة من الألم والشقاء، توجت في نهاية المطاف بلقب الأم المثالية لبورسعيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc7ap4bk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"