عادي

افرحوا واستبشروا

23:02 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
الحزن ممات للقلب والفرح انتعاشه، يقول ابن القيّم في ذلك: الحزن يضعف القلب ويضرّ الإرادة، ولا شيء أحبّ إلى الشّيطان من حزن المؤمن لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظنّ بالله، لأنّ حسن الظّنّ بالله والثّقة به هي الأمان الوحيد والرّضى الّذي يجعل القلوب هادئة والهموم عابرة والمصائب هيّنة، وهذه دعوة إلى كلّ إنسان كي يفرح ولا يخاف من أي نعمة أو سعادة يمتلكها، فربّ العباد لم يعطه العطيّة، أو الطّعام ليأكله ويتلذّذ به حتى يخاف من تبعيّات ذلك، لأنّ ذلك مقسوم وكلّ شخص سيأخذ حقّه ونصيبه.

البعض يعتقد أنّ الفرح آنيّ وسيعقبه الحزن، فيتسلّل داخله شعور بالخوف من فقدان نعمة الفرح والسّعادة، بسبب مفهومه الخاطئ أنّ بعد الفرح حزن وسيحدث أمر معيّن، وهنا ينبغي على الإنسان أن يكون ظنّه بالله خيراً، وهذا ما يتحدث عنه الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما يشاء، إن ظنّ بي الخير جاءه الخير، وإن ظنّ بي الشّر جاءه الشّر).

ونلاحظ أنّ مشكلة البشر عموماً أنّهم يقولون: «إن شاء الله» دون إيمانٍ راسخ بها وبمعنى كلماتها، بل يتلفّظون بها وكأنّها من سياق الكلام، إلّا أنّها تحمل في طيّاتها معنىً عظيماً بأنّ الإنسان سيقوم بأمر ما إذا أراد الله ذلك، وإلّا فإنّ الله تعالى أراد شيئاً أفضل منه.

إنّ حسن الظّنّ بالله والعلاقة الوثيقة بين الله وعبده ستؤدّي لبناء صلة بينهما، ذلك لأنّ اليقين بالله شيء عجيب يصنع المعجزات، فعندما يلجأ الإنسان إلى أحد معارفه طلباً للمساعدة وفق ثقته به بأنّه سيساعده ويلبّي احتياجه ولن يردّه خائباً، هذا بين عبد وآخر، فكيف إن كان من تمّ اللجوء إليه وطلب المساعدة منه هو الله ربّ العباد جميعهم، يقول تعالى: (ادعوني أستجب لكم)، هو الله الّذي يستر ولا يفضح، يسترهم في السّرّاء قبل الضّرّاء، يعطيهم ويحفظهم من مخاوفهم الّتي قد لا تحصل أبداً، وعندما يتخيّل الإنسان الخوف فإنّ الجسم يتفاعل مباشرة مع هذه الحالة، فالجسم يتفاعل مع الفرح والحزن وكلّ شيء يقرّره الإنسان داخله، هذه القرارات هي الّتي تحدّد مسيرة حياته، فإن كان إيجابيّاً سيحظى بقرارات إيجابيّة والعكس صحيح، إن كان سلبيّاً ستؤثّر قراراته السّلبيّة في نجاحه ومستقبله، وهذه دعوة لكلّ فرد في المجتمع أن يبتعد عن سوء الظّنّ، لأنّه مجلبة للوسواس والخوف الدّائم من وقوع المصائب، لذا نسأل الله الخيرة في أقدارنا والسّعادة بكلّ شيء، وليكن شعارنا: الأمل والتّفاؤل والصّبر جواز السّفر لعالم السّعادة والنّجاح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v4vtc7w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"