الطفولة من أجل المستقبل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في الخامس عشر من مارس كل عام، تحتفل بلادنا بيوم الطفل الإماراتي الذي يعد مناسبة وطنية تستهدف التوعية بحقوق الطفل، وأيضاً مراجعة ما تم إنجازه في مجالات رعاية الطفولة.
البعض قد يجد أن الطفل جزءاً من أسرته، وهو يعيش في ظل أبيه وأمه، وينمو بشكل طبيعي، ويجب أن يتم التركيز على هذه الأسرة، والحقيقة أن هذا الجانب أيضاً لم يتم المرور عليه أو تم تجاهله، حيث نجد أن هناك رعاية قوية تظلل الأسرة الإماراتية، وتوفر لها الدعم والاهتمام، حيث يولي شيوخنا  أيّدهم الله  الكثير من الاهتمام ببناء أسر متماسكة قوية، ويرفدونها بكل مقوّمات النماء والاستقرار، من خلال منح المساكن أو الأراضي والقروض التي تمكّن رب كل أسرة من بناء منزل واسع، تتوفر فيه مقومات الحياة الكريمة. 
ويبدأ الاهتمام بالأسرة من لبناتها الأولى، ومنه الرعاية الصحية للفتيات والشباب، وهم في مقتبل العمر، فضلاً عن الاهتمام بتعليمهم ومعرفتهم، من خلال منظومة تعليمية قوية، وإنشاء المدارس على أحدث طراز، والتي تتوفر فيها مختلف التجهيزات التي تجعل الرسالة التعليمية، تتم في جوّ من الإيجابية والسعادة.
الاهتمام بالطفل في الإمارات يكتسب عناية بالغة؛ كون هذا الطفل يحتاج فعلاً إلى الحماية ويحتاج إلى الرعاية، ويحتاج إلى المتابعة، فهو قليل بنفسه، عاجز عن فهم كثير من المصاعب، أو التعامل مع مختلف العقبات، وما قد يتعرض له من عنف على اختلاف أنواعه، أو تنمّر على تعدده؛ بل إنه قد يفسر القوة التي يتعرض لها بأنها أمر طبيعي واعتيادي. 
الطفل الذي لا يجيد نظم الحروف ولا تركيب الكلمات، عاجز تماماً عن التعبير عن ألمه وهمه، وهو أيضاً سريع النسيان؛ لذا أرى أنه يجب على مختلف الدول في عالمنا العربي تحديداً، أن تبادر بإقامة مناسبة يوم الطفل، ويتم خلاله بث رسائل التوعية، وزيادة معرفة المجتمعات بحقوق الطفل، والواجبات التي علينا نحن الكبار تجاهه.
كلي فخر واعتزاز بأن هذا الجانب الإنساني توليه بلادنا الرعاية والعناية، وليس من خلال مثل هذا اليوم فحسب؛ بل من خلال منظومة من القوانين التي تم سنّها، وتستهدف حماية الطفل وتوفير البدائل ليعيش حياة كريمة منعمة رغيدة، وأيضاً من خلال إقامة المؤسسات المتخصصة، التي تأخذ على عاتقها هذه المهمة الإنسانية الوطنية.
الطفل هو عماد المستقبل لكل أمة، وإذا توفرت له الرعاية والعناية، ونما وكبر في استقرار نفسي وسلام وهدوء، فإن مخرجاته لوطنه ستكون غزيرة، وسيكون متسلحاً بالعلم والمعرفة، ومستعداً للإنتاج الإيجابي والابتكار.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/352rt48c

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"