عادي

حرائق وعنف في الاحتجاجات الفرنسية ضد قانون «التقاعد»

20:58 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس - رويترز

واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أخطر تحدٍ لسلطته منذ ما يُعرف باحتجاجات «السترات الصفراء»، وذلك بعد اضطرابات عنيفة خلال الليل، بسبب قراره المضي قدماً دون تصويت برلماني في إصلاحات مثيرة للجدل بشأن التقاعد.

وأحرقت سيارات في باريس ومدن فرنسية أخرى في المساء، خلال تظاهرات اتسمت بالسلمية في الأغلب، وشارك فيها الآلاف. وحثت النقابات العمالية العمال على التصعيد، وأغلقت لفترة وجيزة الطريق الدائري في باريس، الجمعة.

وقال زعيم اليسار المتطرف جون لوك ميلونشون: «حدث شيء مهم، وهو أن حشوداً تلقائية تجمعت في أنحاء البلاد». وأضاف: «بكل وضوح أشجعهم».

ويمد التعديل سن التقاعد عامين إلى 64 عاماً، وهو ما تقول الحكومة، إنه ضروري لضمان ألاّّ تفلس المنظومة. ولا تتفق النقابات وأغلب الفرنسيين مع الحكومة. ويميل الفرنسيون بشدة لإبقاء سن التقاعد الرسمي عند 62 عاماً، وهو من بين الأقل بين نظرائه في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

* فوضى

وصرح وزير الداخلية جيرالد دارمانان، بأن الشرطة ألقت القبض على 310 أشخاص، وتعهد ملاحقة مثيري الشغب.

وقال لإذاعة (آر.تي.إل): «المعارضة مشروعة، والاحتجاجات مشروعة، لكن إحداث فوضى غير مشروع». وقدم نواب المعارضة من التيارين اليساري والوسطى طلباً بسحب الثقة من الحكومة في البرلمان بعد ظهر اليوم الجمعة.

وعلى الرغم من أن ماكرون، فقد الأغلبية المطلقة في مجلس النواب في انتخابات العام الماضي، يتضاءل احتمال أن يحدث ذلك ما لم يتشكل تحالف مفاجئ من النواب من جميع الأطراف، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

واستبعد قادة حزب «الجمهوريون» تشكيل تحالف مثل هذا. ولم يؤيد أي منهم أول طلب بحجب الثقة، الجمعة. ويتوقع أن يقدم اليمين المتطرف طلباً آخر في وقت لاحق من اليوم. ويرجح أن يصوت في البرلمان مطلع الأسبوع أوالاثنين المقبل.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته تولونا هاريس إنتر أكتيف لإذاعة (آر.تي.إل)، أن أكثر من ثمانية من كل عشرة أشخاص غير راضين عن قرار الحكومة تجاوز التصويت في البرلمان، وأن 65 % يريدون استمرار الإضرابات والاحتجاجات.

* تجاهل الديمقراطية

وقالت الأخصائية النفسية ناتالي ألكي (52 عاماً) في باريس، إن المضي قدماً بدون تصويت «هو تجاهل للديمقراطية. تجاهل كامل لما كان يحدث في الشوارع على مدى أسابيع. إنه أمر لا يطاق».

وقال تحالف واسع يضم النقابات الرئيسية في فرنسا، إنه سيواصل الحشد في محاولة لإجبار الحكومة على العدول عن التغييرات. وخرجت احتجاجات في مدن من بينها تولون، الجمعة، ومن المقرر تنظيم المزيد خلال مطلع الأسبوع.

ودعت نقابات المعلمين إلى تنظيم إضرابات الأسبوع المقبل، ما قد يؤدي إلى تعطيل امتحانات المرحلة الثانوية.

وفي حين أن الاحتجاجات، التي خرجت على مستوى البلاد منذ منتصف يناير/كانون الثاني، واستمرت ثمانية أيام، والعديد من تحركات العاملين في قطاع الصناعة، كانت سلمية إلى حد كبير، إلا أن الاضطرابات التي حدثت الليلة الماضية تعيد إلى الأذهان احتجاجات «السترات الصفراء» التي اندلعت في أواخر العام 2018 على ارتفاع أسعار الوقود.

ويرغب ماكرون في طي هذه الصفحة بسرعة؛ إذ يقوم المسؤولون الحكوميون بإعداد إصلاحات مرتبطة بالمجتمع. وقد يختار أيضاً في مرحلة ما، إقالة رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، التي كانت تتصدر النقاشات حول التقاعد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/24mjbncn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"