عادي

مليحة تزهو بتراثها المتألق في أيام الشارقة التراثية

16:24 مساء
قراءة 5 دقائق
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مليحة
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مليحة
افتتاح أيام الشارقة التراثية فية مليحة
جانب من المحاضرة
جانب من المحاضرة

تزينت منطقة مليحة في «القرية التراثية» بافتتاح فعاليات الدورة 20 لأيام الشارقة التراثية والتي تختتم فعاليتها، الأحد، بمشاركة شعبية واسعة، وحضور غفير.

وجاء الافتتاح بحضور الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف، والشيخ محمد معضد بن علي بن هويدن الكتبي، والشيخ محمد معضد بن سعيد بن هويدن الكتبي، ود.عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لفعاليات أيام الشارقة التراثية، وسلطان علي سيف الكتبي رئيس المجلس البلدي لمنطقة مليحة، ومصبح سيف عوض الكتبي مدير بلدية مليحة، وعدد من رؤساء وممثلي الدوائر والمؤسسات الحكومية في المنطقة، حيث انطلقت الفعاليات التي كانت حافلة بأنواع الفقرات التراثية المحلية في القرية التراثية التي أعدت للمناسبة بجهود فاعلة ومحترفة، لا سيما ركن التعليم القديم (المطوع)، وأنواع الحرف والمصنوعات، مثل الداور والطوي، وغيرهما.

وشملت فنوناً شعبية عدة، ورقصات تراثية، وغناء بدوياً، وأركاناً عدة للحرف التراثية المحلية التي كانت تصنع بيد أمهر الصناع من الرجال والنساء.. الصقور والخيول والجمال كانت حاضرة أيضاً كأبرز وأجمل مفردات البيئة المحلية، قصائد كثيرة ألقيت للترحيب بضيوف مليحة، من بينها قصائد لكل من الشاعر علي الشوين، والشاعر زايد سعيد الكتبي، جميع الحاضرين ثمنوا الجهود المبذولة، وعبّروا عن سعادتهم بحفاوة أهالي مليحة، وتراثها العذب الجميل.

  • الشارقة قائدة النهضة الثقافية

شهد المقهى الثقافي محاضرة قيّمة حول المكتبات في الحضارة الإسلامية ودورها كمراكز للإبداع والنهوض، شارك فيها كل من: د. عصام عقلة منسق قسم التاريخ بجامعة خورفكان، ود.علي المطروشي المستشار في التراث والتاريخ الإماراتي، ومؤلف كتاب تاريخ المكتبات في إمارة الشارقة في النصف الأول من القرن العشرين، وفهد المعمري الشاعر والباحث والخبير التراثي ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات.

وفي مستهل المحاضرة التي أدارها د. مني بونعامه مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد، تحدث عقلة حول نشأة المكتبات في العهد الإسلامي، باعتبارها أحد أهم عوامل الإثراء والنهوض ورافداً مهماً في النهوض الحضاري.

وطاف المطروشي بالحضور في جولة تاريخية ثرية حول تاريخ ظهور المكتبات وانتشارها في الشارقة وعلاقتها بالحركة الثقافية فيها، موضحاً أن الشارقة منذ القدم احتضنت شرائح من المثقفين، وعلى رأسهم حكام القواسم الذين اشتهروا بالأدب والشعر والثقافة.

وذكر أن الشارقة شهدت ظهور أول مدرسة شبه نظامية في الإمارات، وأول مكتبة عامة في عام 1929، فضلاً عن إنشاء مكتبات خاصة للعلماء والأدباء، كما احتضنت الإمارة أول نواه للصحافة.

وأشار المعمري إلى أن الانطلاقة الحقيقية للمكتبات العامة في الإمارات جاءت عام 1963 بتأسيس مكتبة دبي العامة التي كانت تضم حينها آلاف العناوين وباستخدام نظام مكتبي قريب من المعمول به في المكتبات حالياً، وظهرت بعدها مباشرة مكتبات مماثلة في كل من أبوظبي والشارقة.

  • «ثوب الريش».. خروفة شعبية

ضمن سلسلة فعاليات المدرسة الدولية للحكاية التابعة لمعهد الشارقة للتراث خلال أيام الشارقة التراثية، نظم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فقرة قصصية للأطفال، قدمتها الباحثة مريم راشد الزعابي، حيث استمتع الأطفال بصحبة أولياء أمورهم بعرض خروفة شعبية إماراتية بعنوان (ثوب الريش).

وقالت مريم الزعابي: خروفة (ثوب الريش) إحدى الخراريف الذي يتضمنها كتاب حكايات شعبية من المنطقة الشعبية والصادر عن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ونحرص من خلال هذه الخراريف الشعبية والقصص المشوقة لتحقيق الاستفادة والاستمتاع للأطفال، وترسيخ الهوية الوطنية فيما بينهم، وتعريفهم بالموروث الشعبي الأصيل.

وأكدت الزعابي سعي المركز على تقديم تراث وحفظه وصونه، والحضور الدائم في أيام الشارقة التراثية، من خلال العديد من الفقرات والفعالية المتنوعة.

وأشارت إلى أن استماع الأطفال إلى مثل هذه الخراريف المملوءة بالحكم والنصائح غير المباشرة، تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وربطهم بقصص الآباء والأجداد، ولا سيما في حال إلقاء هذه الخراريف وعرضها بطريقة جذابة تلامس عواطف وأفكار الأطفال، وبالتالي فهي تحتاج إلى مهارات معينة تحقق التشويق وتسرد الحكاية بلغة بسيطة وسهلة، وبأسلوب يلفت انتباههم ويشد تركيزهم وباستخدام لغة بسيطة سهلة، مع القدرة على تقليد أصوات كل الشخصيات، وتغيير النبرة بحسب الموقف.

  • القراءة سلوك مهم

استضاف مركز التراث العربي جلسة ثقافية قدمتها د. شذا محمد الفائز، الاستشاري السلوكي والاجتماعي وعضو هيئة التدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية.

أدار الجلسة الإعلامي والفنان محمد غباشي، وتمحورت حول أثر القراءة في ارتقاء سلوك المورد البشري، حيث أوضحت المحاضرة أن القراءة عادة حياتية، وسلوك يومي مهم وضروري لارتقاء الإنسان بشكل عام، سواء الطفل، أو الشاب، أو الأمهات والآباءن وكذلك كبار السن، ويدخل من ضمن ذلك الموظف الذي يعتبر عنصراً مهماً على قائمة رأس المال البشري.

تطوير وارتقاء وأكدت الفايز أن القراءة تسهم في تطوير فكر الموظف وسلوكه ومعارفه على الصعيدين الشخصي والمهني، ومن ثم ينعكس ذلك في ارتقاء أداء المؤسسة التي يعمل فيها، وإثراء علاقتها وشراكتها بالمؤسسات الأخرى في المجتمع، ومن ثم تعزيز التنمية والتطوير بالصورة الشاملة في دولته، والوصول إلى جودة الخدمات والمنتجات للمستفيدين.

واختتمت الفايز حديثها بالتأكيد على أهمية الجلسات الثقافية والملتقيات التي تقيمها الجمعيات والمجموعات، كما دعت إلى إلحاق أبنائنا الطلبة بدورات تدريبية خاصة لتعلم القراءة ومعرفة تقنياتها الذكية التي تساعدهم على الحفظ والاستذكار.

  • محاضرتان في بيت النابودة

ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، شهد بيت النابودة محاضرة حول السياسات الثقافية للمؤسسات التراثية، قدمتها د. بسمة كشمولة نائب المدير الأكاديمي والمدقق الداخلي المعتمد في إدارة التراث الثقافي بالمعهد، ومحاضرة أخرى ركزت على الاتجاهات الحديثة في التسويق للمتاحف وقدمها د. صابر يحيى المرزوقي الأستاذ المشارك في الإدارة الأكاديمية لمعهد الشارقة للتراث.

وأوضحت كشمولة أن المؤسسات التراثية والثقافية تواجه في عملها تحديات مجتمعية وتمويلية وسياسية واقتصادية مختلفة، تستدعي منها وضع سياسات وأدلة ثقافية تساعدها على مواجهة ومعالجة مثل هذه التحديات في طريقها نحو تحقيق خططها الاستراتيجية.

وذكرت أن هذه الأدلة تساعد المؤسسات في عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لأدوارها وإجراءاتها وفي إقامة وبناء المشاريع وإنشاء وإدارة المؤسسات والترويج لها، لافتة إلى ضرورة وجود خبرة مؤسسية في فن وتنظيم الإدارة الثقافية على مختلف المستويات في هذه المؤسسات.

وجاءت محاضرة المرزوقي حول الاتجاهات الحديثة في التسويق للمتاحف، باعتبارها مؤسسات تخدم المجتمع وتبحث عن التراث المادي وغير المادي وتقوم بجمعه وحفظه وتفسيره وعرضه.

واستعرض المحاضر عدداً من هذه الوسائل الحديثة، من بينها التصميم المعماري الفريد لمبنى المتحف، مثل متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف الاتحاد، ومتحف زايد الوطني المقرر افتتاحه قريباً، ومتحف المستقبل.

كما أشار إلى ظهور أنماط جديدة وغير تقليدية للمتاحف، من بينها المتحف الافتراضي، والمتحف المتنقل، والمتحف المدرسي، فضلاً عن توسع المتاحف في أداء أدوار مجتمعية متنوعة تزيد من انخراطها وتداخلها مع أفراد المجتمع ومؤسساتها، وفي خدمة البيئة المحيطة بالمتحف، فضلاً عن تنظيم الفعاليات الكبرى ذات الصدى الإعلامي الواسع، ومن ذلك فعالية موكب نقل المومياوات الملكية وفعالية الأقصر طريق الكباش في مصر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47rrw65z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"