إعلانات منبثقة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

جهاز للتنصت وآخر للتتبع وآخر لتسجيل مكالمات الأفراد ونقلها مباشرة للهاتف الخاص وغيرها من المنتجات التي تنبثق عنوة خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لنفاجأ بشخص يقوم بتقديم شرح وافٍ عن تلك المنتجات، وترغيب الأفراد بشرائها، رغبة في رفع نسبة المبيعات، من دون اكتراث بالأضرار الاجتماعية التي قد تنجم عن استخدامها مثل المشكلات الأسرية، وتوتر العلاقات الاجتماعية وغيرهما.
مما لا شك فيه أن استخدام هذه الأجهزة يكون أحياناً ضرورياً، لكن ضمن الإطار الأخلاقي والقانوني المسموح به، والتي تكون سبباً في توفير الحماية للأفراد والمجتمعات؛ وذلك عندما يتم وضعها من قبل رب الأسرة على المركبة التي تقوم بتوصيل الأبناء من المدرسة وإليها بواسطة السائق أو مكاتب تأجير المركبات وشركات نقل الأموال وغيرها.
لكن ماذا لو تم شراء هذه النوعية من الأجهزة من قبل المراهقين أو المستهترين أو الأفراد الذين يدفعهم الفضول والشك لمعرفة خصوصيات الآخرين سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو غيرهم؟، وما حجم المشكلات الأسرية والاجتماعية التي قد تنجم عن ممارسة هذه النوعية من السلوكات؟
ترى هل يدرك الأفراد الذين يقومون بشراء هذه النوعية من الأجهزة أنهم قد يقعون تحت طائلة المساءلة القانونية في حال تقديم شكوى للجهات المعنية من قبل الشخص المُراقب؛ وذلك لأن هذه السلوكات تعد اعتداء على الخصوصية في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، كما أن الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة يعد جريمة يعاقب عليها القانون.
وبعيداً عن المساءلة القانونية، وفي ظل سهولة استخدام وسائل التواصل الحديثة، هل بات كل من يملك سلعة يستطيع أن يروج لها من خلال تلك الوسائل بغض النظر عن الآثار السلبية الناجمة عنها؟، وهل من الممكن إلزام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بوضع قوانين وضوابط للإعلانات المدفوعة التي تُبث من خلالها؛ بحيث تتناسب مع أخلاقيات وقوانين الدول التي يستقبل فيها الأفراد هذه النوعية من الإعلانات؟
ربما يكون تقنين وضبط محتويات وسائل التواصل الحديثة معقداً أحياناً، خاصة فيما يتعلق بتحديد المفاهيم المتعلقة بأخلاقيات وقوانين وضوابط المجتمعات المختلفة، إلا أن ما نملكه كأفراد نستخدم هذه التقنيات هو الوعي على المستوى الشخصي ثم نشر التوعية بين أفراد الأسرة والمجتمع؛ بحيث يكون الفرد قادراً على منع الذات من الانصياع أو الاقتناع أو استخدام كل ما يصلنا من العالم السيبراني.
في ظل الحجم الهائل للمحتويات التي نستقبلها، ونحن في بيوتنا، وتواجد الهواتف الذكية بين أيادي جميع أفراد المجتمع من مختلف الأعمار بمن فيهم الأطفال، أصبحت التوعية المستمرة والمُحدثة وفقاً للتطورات المتسارعة التي تشهدها هذه التقنيات أمراً ضرورياً، وأيضاً تعزيز المبادئ والقيم والأخلاقيات الدينية والاجتماعية والإنسانية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p96pzp3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"