عادي
تفقد مرافقها الخدمية والتعليمية والطبية والمطار والميناء

بوتين في ماريوبول: لم نرغب في المواجهة.. والغرب يرفض السلام

09:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، أن روسيا لم ترغب قط في المواجهة؛ بل سعت لحل الوضع سلمياً، لكن الغرب رفض الحل السلمي في دونباس شرقي أوكرانيا، وذلك خلال زيارته الأولى من نوعها لمدينة ماريوبول، حيث تفقد المرافق الخدمية والتعليمية والطبية والمطار والميناء، كما التقى قادة عسكريين من بينهم قائد الأركان العامة فاليري غيراسيموف، الذي كلف مؤخراً بقيادة العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا.

الغرب رفض الحل السلمي

قال بوتين، إن روسيا اعتمدت على حقيقة أن الوضع مع أوكرانيا يمكن حله سلمياً، ولم تسع أبداً إلى المواجهة، لكن الشركاء الغربيين رفضوا الحل السلمي في دونباس. وأضاف في مقابلة مع «قناة روسيا الأولى»: «انطلقنا من فرضية أننا سنكون قادرين على حل (الوضع) بالوسائل السلمية المطلقة، لم نسع أبداً إلى أي نوع من المواجهة». وأكد بوتين أن روسيا في 2014 لم يكن بإمكانها رفض دعم سكان القرم ومساعدتهم وحمايتهم، من بطش النازيين. وتابع: «كل ما حدث في شبه جزيرة القرم، واضح للجميع، ببساطة لم نتمكن من رفض دعمنا وحمايتنا لشعب القرم.. على وجه التحديد بسبب حقيقة أنهم قد تعرضوا للبطش هناك بالفعل، من قبل النازيين كما يسمون أنفسهم في أوكرانيا».

ولفت بوتين رداً على سؤال حول ما إذا كان الأمر يستحق بدء عملية خاصة في عام 2014، إلى أن قرار شن عملية عسكرية روسية في أوكرانيا ليس له صيغة شرطية، وقال: «كما تعلمون، في مثل هذه الحالات لا يوجد هناك مزاج شرطي، هذا أولاً. ثانياً، هذا ينطبق أيضاً على استعدادنا لبعض الإجراءات الأكثر جدية في إطار ما يسمى بربيع القرم».

وأشار بوتين إلى أن شركاء روسيا، الغرب لم يعتزموا حل قضية دونباس سلمياً. وقال: «بالنسبة لدونباس، فقد اعتمدنا على حقيقة أننا سنكون قادرين على حل هذه المشكلة سلمياً، لكن كما اتضح الآن.. لم يكن أي من شركائنا المزعومين يتجه لحل أي شيء بالطرق السلمية، وإنما ضخ أوكرانيا بالأسلحة وإعدادها للعمليات العسكرية».

وتابع: «في 2014 لم تكن لدينا أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكننا نمتلكها الآن. نعم، نحن لا نستخدمها بالفعل، لكنها موجودة. هناك أنظمة حديثة أخرى، لكن في عام 2014 لم يكن هناك شيء من هذا القبيل».

في ماريوبول

وكان بوتين قد وصل إلى ماريوبول في دونباس، في زيارة غير معلنة على ما أعلنت وسائل إعلام رسمية، الأحد، وهذه هي الزيارة الأولى له إلى هذه المدينة منذ السيطرة عليها في أعقاب حصار استمر أشهراً العام الماضي. وبعد ساعات على زيارته القرم في الذكرى التاسعة لضم شبه الجزيرة، نشر الكرملين فيديو لوصول بوتين على متن مروحية إلى ماريوبول، المدينة الساحلية التي سيطرت عليها موسكو بعد حصار الربيع الماضي. وأوضح الكرملين أن بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول بعد زيارته شبه جزيرة القرم، مشدداً على الطبيعة «العفوية» لرحلته. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن زيارة بوتين، كان كل ذلك عفوياً، مؤكداً أن تنقّلاته في المدينة لم يخطط لها أيضاً.

وأطلع نائب رئيس وزراء روسيا مارات خوسنولين، بوتين، على واقع مدينة ماريوبول الخدمي والمرافق التعليمية والطبية والمطار وما تم إنجازه وتأهيله والخطط المستقبلية. وقال خوسنولين في تقرير للرئيس الروسي عن سير العمل في المدينة: «تم هدم 307 منازل من غير الممكن ترميمها في ماريوبول، والبقية سيتم ترميمها بشكل جيد». مشيراً إلى أنه من المقرر الانتهاء من إعادة إعمار وسط ماريوبول، بحلول نهاية عام 2023. 

وأطلع خوسنولين الرئيس بوتين، على جاهزية الطريق السريع بين ماريوبول ودونيتسك، والتي ستمكن الانتقال من مدينة إلى أخرى في أقل من ساعة، قائلاً: «يوجد الآن طريق كامل بين ماريوبول ودونيتسك. ويمكن القيادة بسرعة جيدة والوصول في أقل من ساعة. الطريق قد اكتمل بالفعل». وأضاف: «هذا العام نخطط لتشييد خمسة جسور على 54 كيلومتراً من الطرق وفي العام الماضي شيدنا 35 كيلومتراً وجسرين».

وجال بوتين في المدينة وشوهد يقود سيارة بنفسه. وقال الكرملين إنه تفقد مسرحاً موسيقياً أعيد بناؤه واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة. وقال أحد الأهالي لبوتين: «إننا نصلي من أجلك»، مشيراً إلى المدينة بوصفها قطعة جنة صغيرة من الجنة، بحسب مشاهد نشرها التلفزيون الروسي أظهرت أن الزيارة تمت ليلاً.

زيارة لص

نددت وزارة الدفاع الأوكرانية بالزيارة وكتبت في تغريدة: «زار بوتين مدينة ماريوبول الأوكرانية مثل لص تحت جنح الليل. أولاً هذا أكثر أماناً. كما أن الليل يسمح له بأن يركز على ما لا يريد إظهاره، ويبقي المدينة التي دمرها جيشه بالكامل وسكانها القلائل الناجين بعيداً عن الأنظار الفضولية».

لقاء قادة عسكريين

التقى بوتين قادة عسكريين ومن بينهم قائد الأركان العامة فاليري غيراسيموف، في مدينة روستوف-أون-دون (جنوبي روسيا) قرب الحدود مع أوكرانيا، وفق الكرملين. وقال أيضاً إن زيارة بوتين إلى مركز قيادة العملية العسكرية الخاصة في روستوف كانت مفاجئة ولم يتم التحضير لها. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4j9esa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"