عادي

مخازن الأدوية

21:33 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تُعتبر سويسرا بلا منازع، من أهم الدول الرائدة في قطاع الصناعة الصيدلانية، فهي مقر اثنتين من أكبر شركات صناعة الأدوية في العالم، «روش» و«نوفارتس»، ومئات من شركات التكنولوجيا الحيوية الأصغر. ولكن، هل يمكن لدولة تزود العالم بكميات كبيرة من الأدوية أن تواجه نقصاً في مخزونها على الصعيد المحلي؟

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، غمرت التقارير الإخبارية عن نقص الأدوية، وسائل الإعلام السويسرية. وشمل هذا النقص مختلف العلاجات، من المضاد الحيوي «أموكسيسيلين»، ومسكنات الألم الشائعة، مثل «الإيبوبروفين»، إلى علاجات الأمراض المزمنة، مثل باركنسون وأمراض القلب والصرع.

ووفقاً للموقع الإلكتروني «drugshortage.ch»، الذي أنشأته الصيدلانية السويسرية إينيا مارتينيلي، فإن ما لا يقل عن 1000 مستحضر من المستحضرات الدوائية التي تصرف بوصفة طبية كانت «غير متوفرة» في أوائل شهر مارس/ آذار، مقارنة بنحو 450 مستحضراً في شهر مايو/ أيار الماضي.

وأفاد المكتب الفيدرالي للإمداد الاقتصادي الوطني بأنه سُجلت تأخيرات في آجال التسليم لعدد من الأدوية بلغ حوالي 140 دواء أساسياً، أو كان هناك نفاذ في مخزون هذه الأدوية إلى أجل غير مسمى، أو تم سحبها من السوق بالكامل في أوائل شهر مارس المنصرم، مقارنة ب 48 دواء كان عرضة للظروف نفسها آنفة الذكر في عام 2017.

ونقص الأدوية ليس بالأمر الجديد في سويسرا، لكن أنواع الأدوية المفقودة من على أرفف الصيدليات، والسرعة التي اختفت بها، وطول فترة النقص، كانت عوامل مثيرة للقلق.

وهذا الواقع لا تعانيه سويسرا وحدها، فمعظم دول أوروبا تواجه نقصاً حاداً في مخزون الأدوية بعد تخفيف الإجراءات المرتبطة بوضع الكمامات، ما أدى إلى ارتفاع حاد في نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي وحالات الإنفلونزا خلال فصل الشتاء. ولكن عدداً قليلاً من دول العالم لديها هذه الكثافة في عدد شركات الأدوية المتواجدة فيها، الأمر الذي ترك العديد من المعنيين السويسريين في حيرة من أمرهم.

وفي تقرير له نُشر في شهر فبراير/ شباط الماضي، أفاد المكتب الفيدرالي للصحة العامة بأن أحد الأسباب الرئيسية لعدم تمكن سويسرا من تجنب حدوث نقص في مخزون الأدوية الذي له تداعياته على العديد من البلدان الأخرى، يكمن في عدم امتلاكها نظرة عامة واضحة وشاملة للمشكلة، حيث يقوم مكتب الإمداد الوطني بتتبع مخزون الأدوية التي يعتبرها أدوية أساسية فقط.

إضافة إلى ما سبق، تُواجه سويسرا تحديات فريدة من نوعها كوجود أسواق استهلاكية صغيرة لمنتجات معيّنة. لكن هذا الأمر لا يطرح مشكلة بالنسبة للأدوية الجديدة باهظة الثمن، حيت تكون الهوامش التجارية ضعيفة.

(سويس إنفو)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4yzt8anh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"