مديرات الثروات في ازدياد بالشرق الأوسط

21:44 مساء
قراءة 3 دقائق

ياسمين حيات وتانيا شماس *

أجرت «يوروموني» دراسة عالمية كشفت أن 66% من البنوك الخاصة، تتطلع إلى توظيف مزيد من النساء. فمع الازدهار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط حالياً، ونمو قطاع إدارة الثروات، ازداد عدد النساء اللواتي يتوجهن نحو القطاع المصرفي الخاص المربح في المنطقة، ما من شأنه أن يعود بفوائد واضحة على البنوك الخاصة وعملائها والمجتمع ككل.

ووفقاً لبحث أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية، فمن المتوقع أن تسيطر النساء على أكثر من 34% من الثروات على صعيد العالم هذا العام، ما سيضيف 5 تريليونات دولار إلى مجموعة الثروة العالمية، في دليل واضح على أن ثروات النساء تجاوزت إجمالي النمو.

وفي هذا الإطار، فإن الشرق الأوسط ليس استثناء. ففي دولة الإمارات وحدها، من المتوقع أن تسيطر النساء على أصول تبلغ قيمتها 140 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام.

ويعكس ذلك مثالاً أوسع على تمكين المرأة في جميع أنحاء المنطقة، حيث إن عدد النساء يفوق عدد الرجال في الجامعات في 15 من أصل 22 دولة عربية. كما تتولى النساء إدارة مؤسسات كبرى في الشرق الأوسط بشكل متزايد، مثل بنك أبوظبي الأول، ومجموعة تداول السعودية، والبنك العربي، إضافة إلى الهيئة المغربية لسوق الرساميل.

وتشير «أكسنتشر» إلى احتمال أن تصبح النساء على مستوى العالم المستفيدات الرئيسيات من أكبر عملية نقل للثروة عبر الأجيال في التاريخ في السنوات الخمس والعشرين المقبلة؛ ذلك أن النساء يعمّرن أكثر من أزواجهن، وبالتالي تحصل بناتهن على مزيد من الميراث.

مع زيادة ثروات النساء، تشير النتائج إلى رغبة النساء في اعتماد أسلوب استشاري يناسبهن. ووفقاً لشبكة «ولثي هر» للنساء ذوات الملاءة المالية العالية، تعد نحو 75% من النساء أن أساليب الرجال الاستثمارية مختلفة، ويفضّلن الحصول على مزيد من المعلومات قبل اتخاذ قرارات متعلقة بالاستثمار. ووجدت مجموعة بوسطن الاستشارية أيضاً، أن 64% من المستثمرات يراعين الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في جميع قراراتهن الاستثمارية.

هناك تحديات تواجهها المرأة في مجال إدارة الثروات، فهي تتمتع بأمد حياة أطول من الرجل، ومن المرجح أن تحصل خلال مسيرتها العملية على فترات راحة أكثر لأسباب مختلفة. تصل أرباح المرأة إلى ذروتها عند بلوغها الأربعين من العمر (50 لدى الرجل)، ما يعني أن الإطار الزمني للادخار لدى المرأة قصير نسبياً. ويجوز أن تؤثر هذه العوامل في ثروة المرأة وقدرتها على تحقيق أهدافها المالية، وبالتالي قد تؤدي إلى فجوة محتملة في المعاش التقاعدي.

تُظهر الأبحاث التي أجرتها «أكسنتشر» أيضاً أن المرأة تميل إلى أن تكون أكثر تحفّظاً من الرجل في استثماراتها طويلة الأجل؛ إذ تركز أهدافها على الحفظ والادخار على المدى الطويل. وبالتالي قد يكون هذا هو السبب وراء نجاح أداء استثمارات النساء بشكل أفضل. وبحسب دراسة أجرتها جامعة «وارويك» لإدارة الأعمال، تبين أن عائدات النساء تزيد بنقطتين مئويتين على عائدات الرجال.

علاوة على ذلك، تظهر الأبحاث أن النساء أكثر ميلًا إلى العمل مع مستشارين. ووفقاً لدراسة أجراها معهد التقاعد والتأمينات الاجتماعية، تفضّل 70% من النساء العمل مع مستشارة مالية. فمع النمو السريع للثروة النسائية، ستصبح مديرات الثروات في قلب القطاع المصرفي الخاص في المستقبل.

ولكن من المهم جداً تأكيد أن مناصب إدارة الثروات لن تُمنح للنساء لخدمة العملاء الإناث فقط. وعلى الرغم من العدد المتزايد للنساء في الخدمات المصرفية الخاصة، تشير مجموعة بوسطن الاستشارية إلى تولّي 22% منهن فقط مناصب في الإدارة العليا، ولكن ذلك في طور التغيير، حيث يشغل عدد أكبر من النساء مناصب قيادية في هذا المجال.

يمكن أن تكون الخدمات المصرفية الخاصة وظيفة متطلبة تتعارض مع المسؤوليات العائلية، وإنما يُظهر العديد من أصحاب العمل اليوم مرونة أكبر.

يبدو أن بروز النساء في مناصب إدارة الثروات في الشرق الأوسط سيثمر أرباحاً لعملاء المنطقة، وشركات إدارة الثروات والمجتمع ككل.

*مديرتا العلاقات في «بنك ميرابو»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdda3sf3

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"