عادي
مقابل 3.23 مليار دولار

«يو بي إس» يستحوذ على «كريدي سويس» ويجنّب العالم «كارثة»

23:13 مساء
قراءة 3 دقائق

أعلن كل من بنك يو بي إس وبنك كريدي سويس رسمياً أن الأول استحوذ على الثاني مقابل 3 مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار).

بعد مفاوضات مراثونية، نجحت سويسرا في الدفع نحو استحواذ بنك «يو بي إس» على منافسه «كريدي سويس»، بعدما لوحت بالتأميم إثر رفض الأخير عرضاً بحوالي المليار دولار، وبالتالي تمت الموافقة على عرض معدل من قبل «يو بي إس» بحوالي الملياري دولار. ونقلت فايننشال تايمز عن مصادر قولها إن «يو.بي.إس» سيدفع 0.5 فرنك (0.5401 دولار) للسهم، أي أقل بكثير من سعر إغلاق سهم «كريدي سويس» يوم الجمعة عند 1.86 فرنك. 

كواحد من 30 بنكا عالميا، يُنظر إليه على أنه مهم من الناحية النظامية، تأمل سويسرا، ومن خلفها عواصم المال والأعمال وخاصّة في واشنطن ولندن أن تجنب صفقة «كريدي سويس» اضطراب الأسواق العالمية عند إعادة الفتح، الاثنين. وتسابق المسؤولون لإنقاذ البنك البالغ من العمر 167 عاما، وهو من بين أكبر مديري الثروات في العالم، بعد أسبوع قاس شهد إفلاس بنكين على الأقل في الولايات المتحدة. 

وقال شخص مطلع على المحادثات لرويترز في وقت سابق إن «يو.بي.إس» طلب 6 مليارات دولار من الحكومة السويسرية في إطار صفقة شراء منافسه، ولتغطي الضمانات تكلفة تصفية أجزاء من «كريدي سويس» ورسوم التقاضي المحتملة. وقال أحد المصادر إن المحادثات واجهت عقبات كبيرة، ومنها مسألة شطب 10 آلاف وظيفة إذا تم دمج «كريدي سويس» في «يو.بي.إس». ودعت جمعية موظفي البنوك السويسرية إلى تشكيل فوري لفريق عمل للتعامل مع المخاطر التي تتعرض لها الوظائف.

وفقدت أسهم «كريدي سويس» ربع قيمتها الأسبوع الماضي، واضطر البنك إلى الاستفادة من 54 مليار دولار من تمويل البنك المركزي في الوقت الذي يحاول فيه التعافي من الفضائح التي قوضت ثقة المستثمرين والعملاء.

إلى ذلك، قال اثنان من كبار المسؤولين التنفيذيين المطلعين إن بنكين رئيسيين على الأقل في أوروبا يدرسون سيناريوهات العدوى التي يحتمل أن تنتشر في القطاع المصرفي بالمنطقة ويتطلعان إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي للتدخل بإشارات أقوى للدعم.

وقال تنفيذيان يعملان في إحدى البنوك لـ«رويترز» إن تداعيات أزمة الثقة في مجموعة «كريدي سويس» وانهيار بنكين أمريكيين على الأقل قد تظهر في النظام المالي خلال الأسبوع المقبل. وأجرى البنكان مداولاتهما الداخلية الخاصة حول مدى السرعة التي ينبغي أن يقدمها البنك المركزي الأوروبي لتسليط الضوء على مستوى المرونة لدى البنوك، وتحديداً مراكز رأس المال والسيولة.

وأوضح المسؤولان أن البنوك والقطاع لديهم رأس مال جيد وأن السيولة قوية، لكنهما يخشيان من أن تكتسح أزمة الثقة المزيد من المقرضين. وقال أحد المديرين التنفيذيين إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى التحرك أولاً لأن انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر» في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أثار المخاوف في أوروبا. 

  • عامان من الفضائح

مرّ «كريدي سويس» بعامَين شهِدا عدداً من الفضائح التي كشفت «نقاط ضعف جوهرية... في الرقابة الداخلية»، بناء على اعتراف الإدارة نفسها. من جهتها، اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق (فينما) ب «الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية عبر إفلاس شركة غريسيل التي كانت مؤشراً على بداية انتكاساته».

في هذه الأثناء، كان بنك «يو اس بي» الذي أمضى عدة سنوات في التعافي من صدمة الأزمة المالية للعام 2008 وخطة الإنقاذ الحكومية الضخمة، قد بدأ في جني ثمار جهوده. ووفقاً لعدد من وسائل الإعلام، لم تكن لدى البنك أي نية قبل عطلة نهاية الأسبوع للشروع في في خوض مغامرة الاستحواذ على «كريدي سويس».

في أكتوبر/تشرين الأول، كشف «كريدي سويس» عن خطة إعادة هيكلة واسعة النطاق تنص على إلغاء 9 آلاف وظيفة بحلول العام 2025، أي أكثر من 17% من قوته العاملة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5596n9dh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"