مسار نجاح (COP28)

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

بدأت الدبلوماسية الإماراتية تعمل بكامل طاقتها، لتهيئة الظروف المثالية لنجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، منذ أن أعلن سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر، في الخامس عشر من هذا الشهر، عن انطلاق أولى فعاليات الطريق إلى (COP28)، وحرصاً على أن يكون المؤتمر المرتقب، فرصة لمشاركة جميع الفاعلين في تعزيز الوعي البيئي والشراكات الاستراتيجية من أجل تحقيق مستهدفات اتفاق باريس للمناخ.

تؤمن الإمارات بأن حسن الإعداد، يفضي إلى أفضل النتائج، وأن ضبط الأجندة بإحكام، يؤدي إلى مسار ناجح، بمخرجات عملية، لا سيما أن الرهان يتمثل في أن تحدث استضافة الإمارات لهذه التظاهرة العالمية، نقلة نوعية في العمل المناخي، تمكن من تذليل الصعاب أمام اتفاقيات موسعة وهادفة، أصبحت ضرورية وملحة، من شأنها أن تفتح آفاقاً أكبر لمشاريع التنمية والتقدم والرفاه. ومن أجل ذلك أيضاً، تؤمن الإمارات بأن الحوار البنّاء والأفكار الخلّاقة مطلوبان أكثر من أي وقت مضى، لتفعيل الجهود المشتركة، للحد من تداعيات تغير المناخ، وتأمين مستقبل أفضل للبشرية والكوكب.

ضمن الحملة الدبلوماسية البناءة لحشد الجهود والموارد اللازمة لهذا التحدي العالمي، كان للدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (COP28)، لقاءات مع الرئيس إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين المعنيين بالمناخ. وفي باريس، التي ترتبط بالاتفاق المناخي الشهير، كانت هذه الاجتماعات ضمن جولة الاستماع العالمية التي يقوم بها الوفد الإماراتي برئاسة الجابر لعدد من الدول، منها الولايات المتحدة وألمانيا والهند، وتهدف إلى بلورة رؤية مشتركة حول القضايا ذات الصلة، فضلاً عن الاستفادة من آراء المعنيين، سواء في الحكومات والهيئات والمنظمات أو لدى قطاع الأعمال والمجتمع المدني والأكاديميين.

شمولية هذه الجولة وتعدد محطاتها، تنبع من عزم دولة الإمارات، بصفتها رئيسة (COP28)، على لعب دور حاسم في تشكيل الاستجابة العالمية لأزمة المناخ، خصوصاً أن الظرف دقيق، والرهان لا يقبل الفشل، وهو ما تحرص عليه القيادة الرشيدة، وتؤكده توجيهاتها الحكيمة حتى يكون المؤتمر، الذي سينعقد في الفترة بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول بمدينة إكسبو دبي، منعطفاً تاريخياً في مسار العمل المناخي، ومنسجماً مع روح الإمارات التواقة أبداً إلى النجاح والتميز، ولها في ذلك رصيد يشهد به القاصي والداني، حتى باتت وجهة مفضلة للتظاهرات العالمية، معقوداً عليها الخير والأمل.

الجهود الإماراتية المبكرة ستكون ميمونة، وستعزز نبرة التفاؤل بأن هذه القضية المصيرية، التي يواجهها العالم لها مقاربات وحلول، بشرط أن تلتزم جميع الأطراف بالعمل الجاد والتضامن والسعي المشترك إلى حماية الحياة من تداعيات التغيرات المناخية؛ وذلك سيكون أمراً ممكناً وواقعياً، خصوصاً عندما تكون الإمارات قائدة وراعية لهذا الجهد الدولي الكبير والمسؤولية العظيمة. والنتائج الطيبة تتطابق دائماً مع المقدمات السليمة، وهذا ما تؤمن به الإمارات وتعمل عليه قولاً وفعلاً حتى يثمر المؤتمر المرتقب ما كان مأمولاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sc5v2jy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"