عادي
روسيا تشطب ديون دول إفريقية وتمدها بالقمح مجاناً

شي وبوتين يؤكدان الشراكة.. والغرب يلتزم الحذر

18:30 مساء
قراءة 3 دقائق
1
2

وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الاثنين، إلى موسكو؛ حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وبحث التجارة والطاقة والتكنولوجيا ومبادرة السلام الصينية، لتسوية الصراع في أوكرانيا، ليعزز دور بكين كصانع سلام محتمل.

ووصل شي إلى موسكو بعد ظهر الاثنين، وأجرى محادثات «غير رسمية» مع بوتين، تلاها حفل لتناول العشاء. ومن المقرر عقد المحادثات الرسمية اليوم الثلاثاء.

وقال الرئيس الصيني بعد نزوله من الطائرة على مدرج مطار العاصمة الروسية. كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية «أنا مقتنع بأن هذه الزيارة ستكون مثمرة وبأنها ستعطي زخماً جديداً لتطور سليم ومستقر للعلاقات الصينية-الروسية» واصفاً بكين وموسكو بانهما «جاران جيدان» و«شريكان موثوقان».

المشاكل والحلول

قال الرئيس الصيني، أمس الاثنين، إن اقتراح بكين بشأن كيفية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية ويسهم في تفادي عواقب الأزمة، لكنه أقر بأن الحلول قد لا تكون سهلة. وفي مقال نُشر في مستهل زيارته لموسكو، دعا شي أيضاً إلى تبني نهج «براغماتي» بشأن أوكرانيا.

وكتب شي في مقال نشر باللغة الروسية بصحيفة «روسيسكايا جازيتا» اليومية التي تصدرها الحكومة الروسية، أن اقتراح الصين، وهو ورقة من 12 نقطة أصدرتها الشهر الماضي، يمثل «أكبر قدر ممكن من وحدة وجهات نظر المجتمع الدولي»، وقال: الوثيقة بمنزلة عامل بناء في تفادي عواقب الأزمة ودعم التسوية السياسية. المشاكل المعقدة لا حلول بسيطة لها.

يسعى شي إلى تقديم الصين كصانع سلام عالمي، وإبرازها بكونها قوة عظمى مسؤولة. وقالت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الآونة الأخيرة: إن الصين تدرس إمداد روسيا بالأسلحة، وحذرا بكين من مثل هذه الخطوة، ونفت الصين ذلك. وكتب شي أن الحل السلمي للوضع في أوكرانيا من شأنه أن يضمن أيضاً استقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد. ودعا إلى «نهج عقلاني» للخروج من الأزمة، والذي يمكن «التوصل إليه إذا استرشد الجميع بمفهوم الأمن الجماعي والشامل والمشترك والمستدام، والاستمرار في الحوار والمشاورات بنوع من المساواة والحكمة والبراغماتية».

وقال شي: إن زيارته لروسيا تهدف إلى تعزيز الصداقة بين البلدين وتحقيق «شراكة شاملة» وإقامة «تفاعل إستراتيجي» في عالم تهدده «أفعال التسلط والاستبداد والتنمر». وكتب شي «لا يوجد نموذج عالمي للحكومة ولا يوجد نظام عالمي تكون فيه الكلمة الفصل لدولة واحدة... التضامن العالمي والسلام من دون انقسامات واضطرابات مصلحة مشتركة للبشرية جمعاء». ووقع بوتين اتفاق شراكة «با حدود» مع شي العام الماضي.

آمال كبيرة

وقال بوتين في مقال نشر في صحيفة الشعب اليومية الصينية يمكننا أن نشعر بأن المشهد الجيوسياسي في العالم الخارجي يمر بتغيرات جذرية، مضيفاً أنه يعلق آمالاً كبيرة على زيارة صديقه القديم العزيز. وإلى جانب زيادة شحنات النفط والفحم إلى الصين، قال بوتين: إن روسيا تساعد في بناء مفاعلات طاقة نووية هناك، وإن البلدين يعمقان التعاون في استكشاف الفضاء والتقنيات الجديدة.

شراكة أوثق

ونفت الصين مراراً الاتهامات الغربية بأنها تعتزم تسليح روسيا، لكنها تقول: إنها تريد شراكة أوثق مع موسكو في مجال الطاقة بعد زيادة وارداتها من الفحم والغاز والنفط الروسي. والعقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي تعود بالنفع على بكين التي وفرت مليارات الدولارات.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: إن المواضيع الواردة في هذه الخطة (الصينية) حول أوكرانيا ستشكل جزءاً من المحادثات، مضيفاً أن الولايات المتحدة تصر على مواقفها القائمة على مواصلة تأجيج النزاع وعرقلة خفض حدة الأعمال الحربية ومواصلة إغراق أوكرانيا بالأسلحة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: إن الطرفين (الروسي والصيني) سيمارسان، التعددية الحقيقية وسيشجعان الديمقراطية في العلاقات الدولية ويبنيان عالماً متعدد الأقطاب ويحسنان الحوكمة العالمية ويسهمان في التنمية والتقدم في العالم. وأضاف أن الصين ستحافظ على موقفها الموضوعي والعادل بشأن الأزمة الأوكرانية وستلعب دوراً بناء في تشجيع محادثات السلام.

كييف ولندن تحضان

 أعلن الناطق باسم الخارجية الأوكرانية الاثنين أن كييف تأمل في أن يستخدم الرئيس الصيني نفوذه لدى الرئيس الروسي خلال زيارته الى موسكو لوقف التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. وقال الناطق أوليغ نيكولينكو إن أوكرانيا تتابع عن كثب زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا. نحن نتوقع أن تستخدم بكين نفوذها على موسكو لكي توقف الحرب العدوانية ضد أوكرانيا.

 عبرت بريطانيا الاثنين عن أملها في أن يحض شي نظيره الروسي على وقف الحرب والفظاعات في أوكرانيا. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نأمل في أن يستغل الرئيس شي هذه الفرصة لحض الرئيس بوتين على وقف قصف المدن والمستشفيات والمدارس في أوكرانيا وأن يضع حداً للفظاعات التي نشهدها يومياً. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9fx55a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"