تكريم أهل المسرح

كما هو عهدنا بالشارقة المضيئة بالثقافة، كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الفنان البحريني محمد ياسين (بابا ياسين)، بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في هذه الدورة، ضمن فعاليات الدورة 32 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي انطلقت في الثالث عشر من هذا الشهر، وتستمر حتى العشرين منه.
يذكر أن الشارقة كرّمت في الدورات السابقة من أيام الشارقة المسرحية عدداً من أبرز الوجوه المسرحية في الخليج والعالم العربي، ومن بينهم دريد لحام، والمرحوم عبدالحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، وسعد الفرج، وجاسم النبهان وغيرهم كثير.
الفنان ياسين أعرب عن شكره للشارقة ولحاكمها راعي الثقافة وأهلها، لتكريمه على مسيرته الطويلة وتقديمه لأعمال مسرحية وبرامج الأطفال، وكذلك أعمال درامية في السينما والتلفزيون طوال الخمسين عاماً الماضية، مشيراً إلى أنه بدأ حياته الفنية بدءاً من عام 1972 ببرامج مخصصة للأطفال من تلفزيون أبوظبي التي عاش فيها ثلاثة عشر عاماً، حين أتاها معلماً في البداية، قبل أن يتفرغ لتقديم برامج تلفزيونية للأطفال، منها «افتح يا سمسم» وغيره.
يذكر أن هذا التكريم لمحمد ياسين صاحبه إصدار كتاب، أعدّته الناقدة المسرحية البحرينية زهراء المنصور، عن المنجز الفني للفنان، وتضمّن شهادات لعدد كبير من أبرز الوجوه المسرحية والفنية في بلدان الخليج، خاصة من الإمارات والبحرين والكويت وعُمان، أشادوا فيها بمنجز الفنان المكرّم.
في البحرين نفسها شهدنا مبادرة أخرى في الاحتفاء بقامة كبيرة من قامات المسرح والثقافة، حين قامت جامعة البحرين بتكريم الأكاديمي فيها والناقد المسرحي والأدبي وصاحب الدراسات الثقافية المتميزة، الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم، الذي وصفته الدكتورة ضياء الكعبي  رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة نفسها، والذي كان إبراهيم غلوم نفسه هو مؤسسه ومن أبرز أساتذته  بأنه واحد من أهم الأسماء النقدية عربياً، «تنظيراً منهجياً وإضافات إبداعية نقدية رصينة، حيت تشكّل خطابه النقدي والإبداعي عبر مراحل متعددة من التكوين التأسيسي الأول في السبعينات، وصولاً إلى محايثة النظريات النقدية الحديثة منذ ثمانينات القرن الماضي».
وجاء هذا التكريم في هيئة ندوة علمية أقامتها الجامعة بمشاركات أكاديمية متنوعة من داخل البحرين وخارجها، سلطت الضوء على الأوجه المتعدّدة لانشغالات الدكتور إبراهيم، وبإصدار كتاب ضخم لم يتضمن فقط الأوراق والشهادات التي كُتبت حول منجزه النقدي، وإنما وثّق مسيرته كاملة في مجالات التعليم الجامعي والمسرح والنقد الأدبي والدراسات الثقافية.
[email protected]