عمل خير مؤسسي

الحديث عن عمل الخير في الإمارات لا ينقطع، تماماً كما هو فعل الخير الإماراتي نفسه الذي لا ينقطع في أي زمان ومكان.
في الأمس، قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، طريقة جديدة لمأسسة عمل الخير بإطلاق «وقف المليار وجبة» الذي يتماشى مع المبدأ التاسع لوثيقة الخمسين، الذي ينصّ على أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظّاً، ولا ترتبط المساعدات الإنسانية الخارجية بدين، أو عرق، أو لون، أو ثقافة».
الحملة تأتي استكمالاً لحملات إطعام الطعام التي أطلقتها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» في الأعوام الثلاثة السابقة، بداية بحملة 10 ملايين وجبة، في رمضان 2020 لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل الدولة من تداعيات وباء كورونا، مروراً بحملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021 لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتي إفريقيا وآسيا، وانتهاء بحملة مليار وجبة التي أطلقت في رمضان 2022 كأضخم حملة من نوعها إقليمياً، بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة. 
الحملة تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة للتصدي للجوع وأسبابه واحتواء تداعياته، ووفق تقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم» 2022، الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، يبلغ عدد الجياع في العالم بحلول نهاية عام 2021 نحو 828 مليون شخص، وهو ما يشكل نحو عُشر سكان العالم، أي أن واحداً من كل عشرة أشخاص ينام جائعاً. 
الوقف يفتح الباب واسعاً أمام كل من يريد فعل الخير، ويمثل صدقة جارية، ويحسب لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، أنها مبادرة للبحث عن حلول مستدامة لكل المشكلات العالمية، سواء بحفر آبار المياه أو بناء المدارس والبيوت، ومعالجة المرضى، ولم يعد عملها يقف على المساعدات الطارئة، بل تنتهج أسلوباً مستداماً يعالج الحالة وليس الظاهرة فقط.
الحملة تنضوي تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والتي تضم عشرات المبادرات والمؤسسات التي تنفذ برامج العمل الخيري والإنساني في مختلف أنحاء العالم، ضمن خمسة محاور: «المساعدات الإنسانية والإغاثية»، و«الرعاية الصحية ومكافحة المرض»، و«نشر التعليم والمعرفة»، و«ابتكار المستقبل والريادة»، و«تمكين المجتمعات»، بما يدعم العمل الإنساني المؤسسي، ويكرّس ثقافة الأمل في المنطقة والعالم، ويسهم في تحقيق التنمية المنشودة لمستقبل أفضل.. إنها فعلاً مبادرات للإنسانية.
[email protected]