خير لن ينقطع

دائماً هناك أكثر، في كل مناسبة وفي كل عام تبادر الإمارات إلى زرع بذور الخير في كل مكان في العالم، وفي كل مرة نشعر بأنها تفعل الكثير الكثير، وأنها السباقة دائماً إلى ابتكار مشاريع تفيد بها الآخرين، وأن ليس هناك أفضل مما تفعله، وفي كل مرة نجدها تجسد نموذجاً للامستحيل وللخير اللامحدود، وتذهب أبعد مما نتوقع؛ ودبي اليوم تعطي درساً جديداً بمعنى العطاء والدعم للبشرية جمعاء، بلا تمييز، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها العالم، وتنعكس بشكل مباشر على الفقراء والمشردين والمهجرين.. 
 إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملة «وقف المليار وجبة»، والتي تدشن بها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، صندوقاً وقفياً لإطعام الطعام بشكل مستدام، أي بلا توقف ومن دون انتظار لمناسبة أو ظرف، فيكون العطاء موصولاً ومستمراً، وإن تزامنت الحملة اليوم مع شهر رمضان الكريم، حيث الهدف الأول والأهم منها هو «تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه في إطار مؤسّسي مستدام».
 مشروع «وقف المليار وجبة» هدفه تغطية أكبر رقعة ممكنة، والوصول إلى الملايين من البشر خلال «عشرات السنين المقبلة»، وليس عملاً محصوراً بيوم، أو بشهر، أو حتى بسنة، مئات الملايين من الوجبات تؤمّن بشكل مستدام، ولعشرات السنين، الغذاء لمن يعانون من الجوع، هي «صدقة جارية لشعب الإمارات وخير غير منقطع بإذن الله»، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وما أنبلها من صدقة، وما أجملها من هدية من الإمارات إلى كل محتاج في أي بقعة كان، ونحن في زمن تكثر فيه المآسي وتزداد الحروب والصراعات، ويعاني فيه ٨٢٨ مليون إنسان من الجوع.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعتبر «وقف المليار وجبة» هي «رسالة من الإمارات وشعبها للإنسانية في كل مكان في العالم.. رسالتنا الأخلاقية تحتم علينا أن نكون في صدارة الجهد العالمي للقضاء على الجوع ورفع المعاناة عن الإنسان أينما كان».. ليست الحملة الإنسانية الأولى التي تمتد بها يد الخير من دبي إلى العالم، فقد حققت في الأعوام الثلاثة الماضية أرقاماً قياسية في تأمين وجبات الطعام سواء من خلال حملة «١٠ ملايين وجبة» في رمضان ٢٠٢٠، أو الحملة التي تبعتها في رمضان ٢٠٢١ «١٠٠ مليون وجبة»، وكانت كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في ٢٠ دولة، وصولاً إلى حملة «مليار وجبة» في رمضان الفائت ٢٠٢٢ والتي كانت أضخم حملة من نوعها إقليمياً وشملت ٥٠ دولة، انتهاء بالحملة الحالية والتي تعتبر فعلياً الأكبر والأشمل والتي تكمل مسيرة الإمارات الدائمة من أجل القضاء على الجوع.
 كرم ما بعده كرم، ودرس في العطاء الشامل والخير الموصول من الإمارات إلى العالم.
[email protected]