عادي
اختتم أيام الشارقة المسرحية

«زغنبوت» لـ «الشارقة الوطني».. مسك ختام «الأيام المسرحية»

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين
مشهد من العرض

الشارقة: علاء الدين محمود

في آخر عروض الدورة 32 من أيام الشارقة المسرحية، احتضن قصر الثقافة، أمس الأول الأحد، مسرحية «زغنبوت»، لفرقة مسرح الشارقة الوطني، تأليف: إسماعيل عبد الله، إخراج: محمد العامري، وأداء تمثيلي لكبار الممثلين في مقدمتهم: أحمد الجسمي، وإبراهيم سالم، وبدور وناجي جمعة، مع نخبة من الفنيين والتقنيين.

واللافت في العرض أن المخرج محمد العامري، قد أجرى العديد من الإضافات الجديدة والتعديلات على المسرحية التي كانت عرضت في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، الأمر الذي جعل العمل يظهر بصورة أكثر روعة وجمالية.

وعلى مستوى النص، فإن العمل يذهب نحو فضاء الماضي القريب، في حقبة من التاريخ الاجتماعي والثقافي في الخليج في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ليرصد الكثير من الممارسات التي كان لها أثر في سكان المنطقة، ويصنع الكاتب الكثير من المشاهدات التي تستدعي الأوضاع في ذلك الوقت ليشكل إدانة ضد الظلم والقهر والفساد، خاصة من قبل الطبقات الاجتماعية التي تكونت حينها بنفوذ وسلطات واسعة، والتي كانت تدعي تمثيل مصالح البشر، بينما هي كانت تمثل بهم من خلال استغلاهم وقهرهم في ظل سيادة القحط والفقر، حيث لم يكن من وسيلة لدى البسطاء لكسب عيشهم غير ممارسة بعض الأنشطة الاقتصادية المحدودة، مثل الزراعة، التي كثيراً ما تصطدم بالعوامل الطبيعية مثل قلة المطر والجفاف والقحط، بينما كان علية القوم يشتغلون في التجارة وتملك السفن البحرية.

ولئن كان الصمت عمّ من قبل هؤلاء الفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم، إلا أن الاستكانة للظلم لا يعني التصالح معه، فالتوق نحو الانعتاق يظل كامناً في النفوس، وتعميقاً لتلك المفاهيم فإن النص يغوص عميقاً في تلك الظروف الاجتماعية السيئة التي كانت سبباً في صناعة الاستغلال، خاصة من قبل ذلك الغرباء الذين يحاولون فرض سيطرتهم ونفوذهم بما يمتلكون من مال وجاه، ولعل النص في هذا الجانب لا يركزعلى شخصية بعينها فقط، بقدر ما يمارس نوعاً من المراوغة بحيث يشكل إدانة لكل أنواع الاستغلال والغزو الثقافي والفكري، سواء جاء عبر الدبابات أو بطريقة ناعمة، فالغريب في كل الأحوال يعمل على فرض طريقة عيشه وثقافته، ويحاول بشتى السبل أن يلغي خصوصية الآخر.

مفردات

كاتب النص يلتقط الكثير من المفردات التراثية، ومنها عنوان العمل نفسه، إذ إن الزغنبوت هو نوع من حبوب الذرة التالفة التي لا تؤكل، حيث كانت تقدم للبهائم والحيوانات.

ويركز العمل على شخصية أجنبية، ليست من أهل المنطقة، وهو «البينان».

العرض ركز على العديد من التفاصيل الاجتماعية المهمة والحساسة بطريقة جريئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uvf5nje

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"