قمح الشارقة

وأينع قمح الشارقة سنابل أضاءت بسمرتها سماء مليحة التي كانت أمس على موعد مع حصاد أول محصول من مزرعة هي نتاج رؤى وجهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع اللبنة الأولى في مشروع غذائي متنوع، سيوفر للإمارة كامل احتياجاتها من القمح طيلة أيام العام، على أن يوجه بوصلة عمله في المرحلة المقبلة نحو مختلف المنتجات الزراعية والحيوانية.
أمام عيني صاحب السمو حاكم الشارقة، بدأت عملية الحصاد، التي رسمت الابتسامة على محيا سموه، وهو يرى غرسه يينع في بيئة خبرها جيداً وآمن بقدرته على تحويلها إلى جنة خضراء ترفد الإمارة بحاجتها من القمح، وتبحر بها إلى ضفة الأمن الغذائي، بمشروعات متنوعة يجري العمل على تطويرها ورفدها عبر المراحل المقبلة.
قمح الشارقة يحمل بين طياته أهمية كبيرة، حيث علاوة على كونه من أجود الأنواع في العالم لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أية مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة بصحة الإنسان، فإنه يعتبر مكسباً وطنياً في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، والتي تؤثر في توافر الأمن الغذائي، وليبلور نجاح الشارقة في مشروع زراعة القمح بأيدٍ وطنية.
رؤية حاكم الشارقة للوصول إلى مرحلة الأمن الغذائي، قائمة على استراتيجية كاملة بدءاً بإنتاج سلالات وأصناف عالية النقاوة من القمح الذي يتناسب مع طبيعة المنطقة ويوفر الاحتياجات الغذائية، مروراً بخضراوات عالية الجودة وخالية من السموم والمبيدات، وصولاً إلى تربية الأبقار لإنتاج الألبان وإنشاء بحيرات في مختلف مناطق الإمارة لتخزين المياه كاحتياطي للاستخدام في حالات الطوارئ.
جميع هذه المشروعات تصب في خانة مشروع سلطان الحضاري القائم على خدمة الإنسان،  وضمان مستقبل مستدام له، عبر توفير مختلف السبل التي تضمن له العيش في رفاه وسعادة على أرض تزينت بمشاريع سلطان القلوب الذي وجه بوصلة عمله نحو الأمن الغذائي بعد أن وصل بمشروعه الثقافي إلى درجة الكمال، وكلل الإمارة بأفضل الجامعات والمدارس، وشيد المساكن للمواطنين، ووفر الوظائف لهم، وسدد ديون المتعثرين منهم.
حصاد القمح ستتبعه مشاريع نوعية تحقق الرفاه لجميع من يعيشون فيها، وينشدون السعادة في دار يرعاها حاكم سخر جميع الإمكانيات واستنهض الجهود كي تبقى الشارقة الإمارة الباسمة. 
[email protected]