عادي

كيشيدا يزور أوكرانيا وشي في موسكو.. «زيارة مفاجئة» تتحدى قمة روسيا والصين

20:38 مساء
قراءة 3 دقائق

موسكو- (أ ف ب)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أنه أجرى محادثات «مهمة جداً وصريحة» مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي عبر عن رغبته في تعزيز التنسيق بين البلدين.

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، عقد بوتين وشي لقاءً جديداً بعد خلوة الاثنين، استمرت أكثر من أربع ساعات.

وقال بوتين في تعليقات بثها التلفزيون الرسمي: «لقد حصل تبادل مهم جداً وصريح لوجهات النظر حول آفاق تطوير العلاقات الروسية-الصينية».

وفي الشق الاقتصادي من المحادثات أكد الرئيس الروسي لنظيره الصيني أن قطاع الأعمال الروسي قادر على تلبية الطلب الصيني المتزايد على الطاقة.

من جهته، أعلن الرئيس الصيني أنه يريد «تعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا».

في وقت سابق، أكد شي أن بكين ستواصل إعطاء الأولوية للعلاقات «الاستراتيجية» مع روسيا، واصفاً البلدين بأنهما «قوتان كبريان»، ليعبر بذلك عن توافقه مع نظيره الروسي في مواجهة الغرب وفي خضم الأزمة الأوكرانية.

وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن بكين «ستواصل إعطاء الأولوية للشراكة لاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا»- بحسب تصريحات أوردتها وكالات الأنباء الروسية.

وأعلن شي أنه دعا نظيره الروسي لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توتراً مع الغرب، وذلك رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين.

- كيشيدا في كييف

للمفارقة، فإنه فيما كان شي يعبر عن دعمه لموسكو، وصل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الثلاثاء، إلى أوكرانيا في زيارة مفاجئة.

رحبت كييف بالزيارة باعتبارها «تاريخية» وتدل على «تضامن وتعاون قوي» بين كييف وطوكيو، كما كتبت النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني أمينة جبار.

وكيشيدا الذي كان العضو الوحيد من مجموعة السبع الذي لم يتوجه إلى كييف منذ بدء النزاع في شباط/ فبراير 2022، سيلتقي هناك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

- صديقي العزيز

وكان بوتين وشي عقدا خلوة الاثنين، في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين.

خلال هذا اللقاء الأول أبدى بوتين استعداده لبحث مبادرة بكين الهادفة لوقف النزاع في أوكرانيا.

وقال بوتين متوجهاً إلى شي بوصفه «صديقي العزيز» في بداية اللقاء: «أعرف أن لديكم موقفاً عادلاً ومتوازناً في المسائل الدولية الأكثر إلحاحاً».

وقال إنه يدرس المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا، مؤكداً أن روسيا والصين لديهما «الكثير من الأهداف» المشتركة.

من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده «ستواصل لعب دور بناء»، بحثاً عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة «الصين الجديدة» للأنباء.

وتطرح الصين نفسها في موقع الوسيط في أوكرانيا وأصدرت في شباط/ فبراير وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى «وقف الأعمال العدائية» واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

غير أن الدول الغربية تعتبر أن دعم بكين لموسكو لا يسمح لها بأن تكون وسيطاً ذا مصداقية.

- اتهام ونفي

واتهمت واشنطن مؤخراً السلطات الصينية بأنها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم.

ويرى البعض في الغرب أن الصين قد تتخذ الهجوم الروسي على أوكرانيا نموذجاً لشنّ هجوم على تايوان.

وشكك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين، بمقترحات بكين «للسلام» في أوكرانيا، وقال: «على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها».

ولفت إلى أن شي توجّه إلى روسيا بعد ثلاثة أيام فقط على صدور مذكرة التوقيف بحق بوتين، معتبراً أن ذلك يثبت أنه لا يود «تحميل الرئيس (الروسي) مسؤولية الفظاعات التي ارتكبها في أوكرانيا».

ودعت وزارة الخارجية الصينية الاثنين، المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي «التسييس» واحترام حصانة رؤساء الدول.

من جانبها دعت كييف الحذرة من النوايا الصينية الاثنين، شي «إلى استخدام نفوذه على موسكو لكي توقف حربها العدوانية».

- حل سلمي

في هذا السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، في بروكسل إن «الأمر يعود لأوكرانيا لتقرر ما هي الشروط المقبولة لأي حل سلمي.. على الصين أن تفهم وجهة نظر أوكرانيا وأن تتعامل مباشرة مع الرئيس زيلينسكي».

وشدد على أن «أي حل سلمي يجب أن يقوم على أساس احترام وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا».

بحسب الكرملين؛ فإن بوتين وشي سيوقّعان على عدة وثائق الثلاثاء، لا سيما من بينها إعلان مشترك يتعلق بتعميق علاقتهما الاقتصادية بحلول 2030.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4mrksse8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"