عادي

أشجار اللوز العربي.. جمال استثنائي على قمم رأس الخيمة

19:44 مساء
قراءة دقيقتين

رأس الخيمة: عدنان عكاشة

ترسم أشجار «اللوز العربي» منذ منتصف فبراير الماضي، مشاهد طبيعية فاتنة، بعد أن أزهرت، لتطلق لوحات جمالية آسرة تتشكل من الزهور البيضاء، وتنشر عبقها ضمن المرتفعات الجبلية، في منطقتي وادي شعم ووادي غليلة شمالي إمارة رأس الخيمة، وتحديداً في «رؤوس الجبال» التي تتكون من جبلي جيس ومبرح.

أشجار «اللوز العربي» أو الميز أو «المزي»، وفق اللهجة المحلية، تتميز بجمال أزهارها البيضاء الكثيفة، ومياسمها ذات الحمرة، التي تزيد الجمال جمالاً، بينما تعيش على ارتفاع لا يقل عن 900 متر.

وقال محمد الحوسني، باحث في حقل النباتات المحلية: «أشجار اللوز العربي تنطوي على قيمة جمالية وبيئية وسياحية وثقافية واقتصادية، وجمالية تلك الأشجار من الممكن أن تجعلها وجهة للسياح والمغامرين، لا سيما خلال موسم إزهارها في فبراير ومارس».

وأكد الحوسني أهمية المحافظة على أشجار اللوز العربي، بنت البيئة الإماراتية، وإكثارها في الجبال وتخصيص محميات لحمايتها، واستقطاب الزوار والسياح للاستمتاع بموسم إزهارها، وهي في قمة السحر والجمال، بينما تمثل ثروة طبيعية وموروثاً ثقافياً للدولة.

وبيّن إبراهيم الجروان، مدير إدارة المظهر الحضري في دائرة التخطيط والمساحة في الشارقة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، أن شجرة الميز أو «المزي» أو اللوز العربي من الأشجار التي تندر في الجزيرة العربية حالياً، وتنتشر في رؤوس الجبال شمالي رأس الخيمة، والأجزاء المحاذية لها من سلطنة عمان، حيث تأقلمت مع الجفاف ودرجات الحرارة المعتدلة صيفاً، المائلة للبرودة شتاء، والطبيعة الصخرية الطينية للمنطقة.

وقال محمد هزاع الشحي من أبناء منطقة وادي شعم: «فوائد ومنافع الشجرة المحلية الإماراتية تشمل ثمارها المحببة لدى المواطنين، وكانت في الماضي من أنواع المكسرات والتسالي المتوفرة، التي تقدّم للكبار والصغار، ويصنع من أغصانها «اليرز»، وهي أشهر عصا في المناطق الجبلية في الإمارات، وتشكل أداة وسلاحاً ومظهراً تراثياً، وعبارة عن عصا تنتهي برأس حديدية على شكل فأس صغيرة، ومن الشجرة ذاتها يستخلص أفضل أنواع الفحم في المناطق الجبلية».

وأشار الشحي إلى أن زهور «اللوز العربي» تعرف بين أبناء الجبال في الإمارات ب«الفاغي»، وتواصل حضورها الجبلي خلال فبراير ومارس، ثم تتحول إلى ثمار صغيرة مكسوة بقشرة صلبة، يعلوها غشاء أخضر، وتواصل النمو حتى يونيو، حين ينضج «الميز» أو اللوز، وتعرف الثمرة الناضجة بانفلاق الغلاف الأخضر، لتظهر الثمرة التي تؤكل كنوع من «المكسرات» بعد غليها في قدر، بهدف التخلص من الطعم المر.

وأوضح د. سيف الغيص، المدير العام لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، أن الشجرة تعيش في المناطق الجبلية المرتفعة لحاجتها إلى البرودة، حيث تنمو وتعيش في المناطق ذات درجات الحرارة المنخفضة، ويتميز خشبها بالقوة والصلابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58whkj72

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"