عادي
أكمل مع فريق رأس الخيمة 93 ألف ساعة تطوعية

أحمد البخيتي: تكفيني دعوة الصائم

23:58 مساء
قراءة 4 دقائق
البخيتي خلال احدى الفعاليات

رأس الخيمة: حصة سيف
يُعد أحمد حمدان البخيتي، أحد الشباب العاشقين للعمل التطوعي في رأس الخيمة. ولأنه لا يتوانى لحظة عن مساعدة الآخرين، نراه في الأحداث التي تحتاج إلى دعم وتنظيم ومُساندة شعبية، قد شمّر عن ساعديه مع فريقه، وشكل حضوراً وطنياً لافتاً، ما ظهر واضحاً خلال أزمة وباء «كورونا». اعتاد البخيتي في كل الأحداث التي تحتاج إلى متطوعين، أن يملأ المكان روحاً ونشاطاً وفعالية، لذا كان هو وفريقه الخيار الأفضل من بعض الجهات الحكومية، لدعم فعالياتها التي تتعامل فيها مع أفراد المجتمع، كتوزيع الكتب المدرسية، وتنظيم طوابير المُراجعين في مراكز الفحص الطبي، وغيرها، وفي كل تلك الفعاليات كان الإنجاز يتم على أكمل وجه، خلال فترة زمنية وجيزة.

في لقائه مع «الخليج» سرد البخيتي أبرز محطات تجربته في العمل التطوعي، والتي بدأها قبل 15عاماً.

يعتبر البخيتي أن العمل التطوعي قيمة اجتماعية كبيرة، ويرى أن فوائد التطوع تكاد لا تنقطع، بل يمتد أثرها لمن حوله، لذلك شجع ابنه (حمدان ١٣عاما) وابنته (عائشة ١٥ عاماً)، على المشاركة معه في الفعاليات التطوعية.

1
أحمد البخيتي

ويؤكد الشاب صاحب ال(39 عاماً)، أن ما يشجعه على مواصلة العمل التطوعي هو حب العمل ومساعدة الآخرين وخدمة الوطن، وهو ما يحاول أن يغرسه في وعي وإدراك المتطوعين العاملين معه، حيث إنهم يؤدون كل الأعمال التطوعية من دون مقابل، لكن بعض المتطوعين نالوا حصاد هذا العمل الخيري، حيث وجدوا فرصاً وظيفية خلال تطوعهم، والبعض الآخر حصل على الخبرة التي أهّلته لتكوين فرق تطوعية.

ويتحدث البخيتي عن تجربة العمل التطوعي خلال شهر رمضان، الذي تكثر فيه أعمال الخير والإحسان، قائلاً: «في الشهر المبارك أشارك، أنا وفريقي، في حملة (رمضان أمان) التي تنظمها جمعية الإحسان الخيرية، وتوزيع وجبات الإفطار على السائقين قبل أذان المغرب، وكذلك نشارك في حملة الهلال الأحمر قبل الأذان بساعة، إضافة إلى دورنا مع فريق (تكاتف) الذي يعمل على توفير وجبات الإفطار بشكل متكامل على الصائمين».

وفي سبيل إنجاز هذه الأعمال التطوعية ومساعدة المحتاجين، يلفت البخيتي إلى أن الأيام التي يتناول فيها هو وأفراد فريق عمله الإفطار في منازلهم محدودة للغاية، وبسبب مواصلة العمل في الشهر الكريم، يحمل كل منهم إفطاره في سياراته طوال هذا الشهر، لكنهم لا يشعرون بأي ضيق، وتكفيهم فرحة دعوة الصائم.

ويحكي الشاب عن الصعوبات التي واجهته في العمل التطوعي، والتي تتمثل في عدم وجود مواصلات للمتطوعين، وأغلبهم طلبة مدارس وجامعات، ما يضطرهم لتأجير حافلة، إضافة إلى أن إدارة الفريق التطوعي، المكون من الجنسين من مختلف الأعمار، تحتاج إلى قدرة كبيرة في التعامل من أجل الوصول لأفضل أداء، وهو أمر صعب، خاصة في ظل عدم وجود أي حوافز مادية للمتطوعين.

أيضاً من أبرز التحديات، التي واجهته، هي إيجاد مقر للفريق التطوعي لعقد الاجتماعات، موضحاً أن الاجتماعات تتم في مركز شباب رأس الخيمة.

وتحدث البخيتي عن أكبر فعالية تطوعية نظمها، والتي كانت خلال أزمة «كورونا»، ويقول: «كان عملنا حينها بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ينصب على تنظيم قاعات الفحص، حيث شارك في اليوم الواحد أكثر عن ٦٠ متطوعاً ومتطوعة، وكنا الفريق التطوعي الوحيد، الذي يدير هذا الحدث، وكان عملنا يبدأ قبل السابعة والنصف صباحاً، ويستمر حتى العاشرة والنصف مساء، وفي تلك المرحلة تفرغت من عملي لمدة عام وثمانية أشهر، حتى أبنائي كنت لا أراهم آنذاك».

الصورة

ويضيف: «أكملت مع فريق رأس الخيمة التطوعي ٩٣,٣٤٧ ساعة تطوعية، أغلبها كان خلال أزمة كورونا، التي حظيت بنصيب الأسد من مسيرتي في العمل التطوعي، بجانب الفعاليات والأحداث الأخرى، التي بادرنا إلى التطوع فيها، كما أنني عضو متطوع في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وهيئة الأعمال الخيرية العالمية، وجمعية الشارقة الخيرية، وجمعية الإحسان الخيرية، وجمعية الإمارات الخيرية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومشاركاتي ونشاطاتي التطوعية تشمل التغطية الإعلامية، والتنظيم وإدارة الفعاليات، ولديّ رخصة في تنظيم معارض وفعاليات تجارية».

وشرح البخيتي كيفية الموازنة بين الفعاليات التجارية التي ينظمها، والفعاليات ذات النفع العام، التي يُساهم فيها مُتطوعاً، ويقول: «تتطلب فعالية لمصلحة مرضى السرطان مثلاً، تنظيم مكان الفعالية وتنظيم الجمهور، أما الفعاليات التجارية فإدارتها مختلفة، وتركز على ما يطلبه الجمهور من خدمات أو منتجات، وعملي في تنظيم المعارض التجارية أفادني عبر زيادة خبرتي في الإدارة، وتوسيع دائرة المعارف والعلاقات الاجتماعية.

وخلال مسيرته في العمل التطوعي تكلل مجهود البخيتي بتكريمين من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حين كان سُموه رئيساً لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، عامي (٢٠١٣ و٢٠١٥)، ضمن الشباب المتطوعين.

ويختم البخيتي لقاءه مع «الخليج» قائلاً: «أنصح الشباب بالعمل التطوعي، في المجالات التي تناسبهم، التراثية والصحية أو الاجتماعية، لصقل مهاراتهم وبناء علاقات اجتماعية واسعة، وأكبر استفادة وجدتها في العمل التطوعي هي صقل مهارات المتطوعين، وإبرازهم كشخصيات متحدثة وفاعلة في المجتمع في مختلف المجالات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/javt32a3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"