التعليم الجامعي بالعربي

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الاهتمام كبير بتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس والجامعات، الحكومية والخاصة، وهذا أمر جيد لأنها اللغة العالمية الأولى، وتفتح الفرص والمجالات للطلبة علمياً وعملياً.
ولكن ذلك أسهم في تراجع اللغة العربية، وتلاشي حضورها لدى فئة كبيرة من الأطفال والشباب، وبات الفكر السائد لدى المجتمع، أن العربية لا تدعم مستقبل الطلبة العلمي والعملي، وتقلل فرص حصولهم على المنح الدراسية والوظائف.
تلك التغيرات سوف تؤثر على المدى البعيد، في جيل كامل من ناحية فقد هوّيته، ولا يعتزّ بلغته العربية الأصيلة، فاللغة هي هوّيتنا، وهي فخر لنا جميعاً، والتدريس بلغتنا العربية في التخصصات المختلفة، ليس تراجعاً علمياً، ولا يشكل مصدر ضعف.
كبرى الجامعات العربية العريقة تدرّس التخصصات العلمية والأدبية باللغة العربية، وتخرج كوادر قادرة على العمل ومسلّحة بأدوات العصر، وتتقن البرمجيات، وتجيد التقنيات الحديثة، ومواكبة لكل جديد في العلم، وتلك الجامعات تحتضن طلاباً من دول العالم، لدراسة تلك التخصصات، وخاصة التخصصات التي يعمل خريجوها ويمارسون دورهم باللغة العربية.
التقدم الذي تشهده جامعات الدولة واضح، ومخرجاتها عالية جداً، وتصنيفاتها المتقدمة في المؤشرات المحلية والدولية، دافع لتشهد مزيداً من التحسين والتطوير، لتحتل المراكز الأولى في التصنيفات العالمية، وهذا ما تسعى اليه الجامعات، لتتوافق مع رؤية الدولة وتوجهاتها.
والتركيز على اللغة العربية في الجامعات الحكومية والخاصة، ضرورة، لاسيّما أن الدراسة بالعربية ستكون لها تأثيرات كبيرة في المخرجات، مع الحرص على تسلح الطلبة باللغة الإنجليزية وإتقانها، ليكونوا قادرين على الانفتاح العلمي والعملي، ومعاصرين لكل المستجدات العالمية في مجالات العلوم المختلفة.
فئة كبيرة من طلبة العلم لا يستطيعون إكمال تعليمهم، بسبب الدراسة باللغة الإنجليزية، رغم تفوقهم وتميزهم وإبداعهم، لكن تقف اللغة عقبة في طريق إكمال تعليمهم الجامعي، وإكمال الدراسات العليا، ليكون الخيار البحث عن جامعات أخرى في دول عربية، لإكمال الدراسات العليا، وهذا الخيار يكون صعباً لدى فئة كبيرة، في ظل إلزامية الحضور، وعدم اعتماد برامج التعلم عن بُعد، رغم أنها أثبتت نجاحها خلال جائحة «كورونا».
نتمنّى في المرحلة القادمة، التركيز على الدراسة باللغة العربية في جامعاتنا العريقة، وطرح برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بلغتنا وهويّتنا العربيتين، والتنوع في تلك التخصصات، وألا تقتصر على برنامج القانون واللغة العربية فقط؛ فبرامج الإعلام والاتصال والآداب، وحتى البرامج العلمية، يمكن طرحها بالعربية، والحصول على مخرجات وكوادر مؤهّلة للمناصب العليا، فكم من مسؤول متميز وقائد حكومي أتقن تلك العلوم ومنهجيات الإدارة باللغة العربية، وتميّز بعمله وبفكرة وبإدارته وبقيادته معتمداً على اللغة العربية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xc66pmh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"