لماذا لا تنجح في موهبتك؟

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

موهبتك هي قدرتك الطبيعية على القيام بعمل تميل إليه وتتقنه وتندفع نحوه، وتتوجّه إليه بسعادة. وهذه الموهبة قد تميزك، وتكون دافعاً قوياً لنجاحك وتفوّقك بجهد أقل مما يبذله الآخرون، فالحماس والرغبة والقدرة والشغف، جميعها متوفرة لك فطرياً؛ كونك موهوباً في هذا العمل أو هذه المهنة.
ومع هذا قد نسمع ونرى ونقرأ عن موهوبين أخفقوا في المجالات التي يبدعون فيها، وتلك التي يميلون للتعامل معها بشكل فطري. وفي اللحظة نفسها، نشاهد من ينجح فيها ويتميز، وهو يفتقر للموهبة اللازمة، فما هو السبب خلف ذلك؟ كما ذكرت، تعد الموهبة عامل قوة؛ بل ميزة لدى من يستند إليها، إلا أنها مع الأسف، لا تكفي لأن تكون سبباً كافياً للنجاح والتميز والإنجاز.
وفقاً لبحث أجرته الباحثة أنجيلا داكورث ونشرته مجلة الأعمال في جامعة بنسلفانيا: «الأشخاص الذين أظهروا المزيد من العزيمة، أظهروا عوامل أكثر تؤدي إلى النجاح، وكانوا أكثر تحقيقاً لأهدافهم، من أولئك الذين كانوا موهوبين لكنهم يفتقرون إلى الدافع للنجاح». الأمر ذاته ينطبق على أصحاب معدلات الذكاء المرتفع، حيث إنه ليس بالضرورة أن يكونوا أكثر نجاحاً في حياتهم من أصحاب معدلات الذكاء الاعتيادية الذين قد يصادف أنهم يبذلون جهداً أكبر، ما ينعكس على حياتهم بشكل إيجابي.
أعتقد أن العمل بجد هو الورقة الرابحة دوماً. يميل البعض إلى اختلاق الأعذار عندما يواجههم تحدٍ، أو مهمة ما، مثل ليس الوقت المناسب، أو ليس مناسباً لي، أو لست موهوباً بما فيه الكفاية لإنجاز هذا، بينما الواقع أن هذه الأعذار عبارة عن مبررات للهروب من العمل الجاد، والتخلّص من واجب مهني أو علمي أو معرفي.
قطاع واسع من الناس يضعون المبررات، والأعذار والتسويف، لتكون عقبات أمام الإنجاز والعمل الجاد نحو النجاح. وفي اللحظة نفسها يبحثون عن المفتاح السحري للنجاح.
لا توجد مفاتيح سحرية ولا حلول سهلة، فما سيحقق أهدافك وتطلعاتك وشغفك وطموحاتك هو بذل الجهد والعمل الجاد. وحتى الموهبة إذا لم تطورها وتدعمها بالمعرفة والعلم، فإنها ستكون عاجزة. ستحقق إنجازات استثنائية في حياتك إذا قرنت مواهبك بالعمل الجاد والاستمرارية.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4645sy

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"