رغيد جطل
ذكر نجيب البعيني في «نوادر الأدباء» مواقف طريفة لأدباء كثر، منها موقف لعميد الأدب العربي طه حسين، حيث عُرف عنه إعجابه بفطرة شعراء العامية في بلاد الشام، فرغب بحضور أحد تلك المجالس، ولما كان في بيروت، دخل قاعة يوجد فيها شعراء العامية، متخذاً من مكان منزوٍ، مكاناً للجلوس، إلا أن أحد الحاضرين انتبه لوجوده فقال: أهلاً بطه حسين، فسمع الشاعر شحرور الوادي ذلك، وهو يعلم أن طه حسين إن غاب بصره فبصيرته المشرقة لا تغيب، فقال مرحباً:
أهلاً وسهلاً بطه حسين..
ربي أعطاني عينين
العين الواحدة بتكفيني..
خد لك عين وخلي عين
لكن الشاعر علي الحاج زاد عليه فقال:
أهلاً وسهلاً بطه حسين..
بيلزم لك عينين اتنين
تكرم شحرور الوادي..
منه عين ومني عين
لم ينتهِ الأمر، إذ دخل أنيس روحانا باب المنافسة فقال:
لا تقبل يا طه حسين..
من كل واحد تأخذ عين
بقدم لك جوز عيوني..
هدية، لا قرضة ولا دين
وختام ذلك السجال عند الشاعر طانيوس عبده الذي قال:
ما بيلزملو طه حسين..
عين، ولا أكثر من عين
الله اختصه بعين العقل..
بيقشع فيها ع الميلين
