عروض رمضان

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

اليوم يبدأ الشهر المبارك رمضان.. والمأمول والمرتجى، أن يكون شهر خير وبركة، وهناء وراحة بال، ككلّ شهور هذا الوطن الجميل وأيامه، وتعوّدنا ككل عام، أن تنهال العروض الترويجية من كل مراكز التسوّق ومنافذ البيع، وحتّى المواقع الإلكترونية التي تبيع «عن بُعد».
اللافت والذي يتكرّر كل عام تقريباً، أن بعض هذه العروض حقيقي ومفيد، وبعضها مجرّد ألوان برّاقة، بنسب حسم قليلة جداً، وبعضها يكاد يكون نفسه قبل «الحسم» وبعده، إذن هي غير حقيقية، ومجرّد «استعراض»، وإعلانات.
المبادرات والقوانين التي تصدر بين الحين والآخر، لحماية حقوق المستهلكين، كثيرة، وهذا لجم تجاوزات بعض التجّار.
الشهر الفضيل، يعني التراحم والتقارب ومدّ يد عون المتمكّن إلى المحتاج أو المضطر. والمنتظر أن يكون هذا العون صادقاً، وليس وسيلة لزيادة الأرباح ومضاعفة محتويات الخزائن.
وتعوّد الناس في هذا الشهر الكريم، أن يزيد إقبالهم على التسوّق، ولاسيما المواد الغذائية، وتملأهم ثقة كبيرة بالسوق والتجار، فلا يتوقع المستهلك أن التاجر قد يمارس تلك الحيلة، بادّعاء عروض شبه وهمية؛ فالقيمة هي نفسها قبل الحسم وبعده. والمراكز أكثر من أن تُحصى، وكلّها تحوي البضائع نفسها تقريباً،  فلتكن المنافسة حقيقية، وليست مجرّد عروض تسويقية وإغراءات هدفها جذب المستهلك،  والحصول على أكبر ربح، ليقع المتسوّقون في هذه الأفخاخ . لكن في المقابل هناك عروض جادة، حقيقية استفاد منها المستهلكون، والتجّار أيضاً؛ لأن نسب المبيعات زادت كثيراً، حتى لو كان هامش الربح قليلاً.
واللافت، أن فروقاً كبيرة في الأسعار في هذه المراكز، لمادة غذائية واحدة، فعلبة فاكهة هي نفسها في أحد المراكز بستة دراهم، وفي مركز آخر بأحد عشر درهماً.. لو كان الفارق درهماً أو درهمين، لكان الأمر مقبولاً، لكن هذه الدراهم الخمسة، إذا وزّعناها على أمثال تلك المواد وفروقها، لأصبح المبلغ كبيراً. 
مواسم العروض ليست وسيلة لجذب المستهلك والتغرير به، وهذا يستدعي توعية بعض فئات المجتمع لتبنّي أنماط صحيحة في التسوق، وعدم الشراء بنهم في مواسم الحسم والخفض.
الثقة الكبيرة بمنافذ البيع الكبرى، تجعل المستهلك يستبعد فكرة التلاعب ، ومع زيادة وعي المستهلكين وانتشار مثل تلك المقاطع ستفقد المنافذ صدقيتها، لاسيما أن مقاطع تكررت للمحال نفسها، في أكثر من موسم، ما يضطر المستهلك إلى العزوف عن الشراء منها، وسيلجأ إلى المنافسين الذين يتسابقون في طرح العروض الترويجية على مدار العام، وسيقتصر ذهابه إليها على شراء الاحتياجات العادية اليومية والأسبوعية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sh7afuv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"