عادي
«فيدكو» تجذب مهندسين وأطباء

1000 منتج زراعي إماراتي

23:59 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: حازم حلمي

المشاريع الكبرى التي نراها تتوسع وتنمو بشكل كبير ما هي إلا قصص نجاح لمشاريع ناشئة بدأت صغيرة، لكن إيمان أصحابها بنجاح فكرتهم، والعمل على تحقيق الأهداف التي وضعت قبل البدء بهذا المشروع، هو أحد أسباب النجاح المستمر، وهناك الكثير من النماذج المميزة لهذه المشاريع لشباب إماراتيين داخل الدولة.

عند الحديث عن المشاريع الناشئة التي باتت اليوم تتبوأ مكانة مرموقة بين غيرها من المشاريع، نأخذ شركة أمازون لتوصيل الطلبات مثالاً على ذلك، التي كانت عبارة عن فكرة صغيرة قبل ما يقارب 30 عاماً، وخرجت من رحم كراج للمركبات.

1
عبدالرحمن البلوشي

وتعمل «أمازون» في مجال التجارة الإلكترونية حيث تعتبر سوقاً إلكترونياً عالمياً، ويكاد المستهلكون يجدون كل ما يخطر على بالهم على صفحاته، ويستطيعون الحصول على ما يريدون بمجرد ضغطة زر، من خلال جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المتحرك.

عبدالرحمن البلوشي، شاب إماراتي مجتهد أسس مشروعاً مستخلصاً فكرته من تطبيق أمازون لكن التخصص في مجال معين جذبه منذ صغره، (القطاع الزراعي والحيواني)، حيث أسس قبل عامين منصة «فيدكو» بفكرة جديدة تسهل تسوق العملاء للمنتجات الحصرية الخاصة بالقطاعين (الزراعي والحيواني) والعمل على توفير كل ما يلزم رواد هذين القطاعين.

وعن قصته الملهمة قال عبدالرحمن البلوشي، الرئيس التنفيذي للمنصة: «لدي العديد من الأراضي الزراعية، وأيضا أنا مرب للثروة الحيوانية، وكنت أواجه الكثير من المشاكل في الحصول على المنتجات التي أبحث عنها لي شخصياً، ولا يوجد أي منصة تخدم هذه القطاعات، وألهمتني الفكرة، لأن غيري الكثير من الأشخاص يريدون الحصول على هذه المنتجات بسهولة ويسر، ومن هنا بدأت القصة».

وأوضح، أن المنصة الرقمية «فيدكو» تعتبر بوابة إلكترونية، يستطيع المتعامل من خلالها الحصول على جميع احتياجاته في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، حيث تسهل عليه الوصول لأكثر من خدمة في مكان واحد، وبوقت قصير.

1
منتجات منصة فيدكو

وأضاف: «أسست المشروع عام 2021 باجتهاد شخصي، ولم أحصل على دعم مادي من أي طرف، حيث وصل رأس مال المشروع اليوم بفعل العمل المستمر والجاد إلى أكثر من 250 ألف درهم، بعدما بدأت ب50ألف درهم، وأعمل حالياً على إضافة أنظمة حديثة ومبتكرة للمنصة، وبفكرة تسهل على عملائنا الوصول إلى ما يحتاجون من مواد زراعية أو حيوانية، وستتم إعادة إطلاقها خلال الأيام القليلة القادمة».

نمو لافت

وأوضح أن المنصة تضم أكثر من 43 منفذاً لبيع المنتجات الزراعية والحيوانية، كما باتت المنتجات المعروضة تزيد أكثر فأكثر حيث نمت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، ووصلت إلى أكثر من 1000 منتج، ونطمح إلى زيادة منافذ البيع والمنتجات المعروضة في المرحلة القادمة.

وقال: «أنا موظف في القطاع الخاص، وأدير مشروعي وحدي حيث ساهم التطور التكنولوجي والبنية التحتية التي توفرها الدولة في نجاح أي مشروع تجاري، ويستطيع أي رائد أعمال أن ينجز ويدير مشروعه في الموقع، أو عن بُعد، بوضعه الأسس الصحيحة لسير منظومة مشروعه».

يوجد في منصة (فيدكو) طاقم من المهندسين المختصين والأطباء البيطريين، وغيرهم من العاملين الذين يقومون بزيارة العملاء وتقديم الاستشارات الزراعية لهم، وتقديم المشورة لصحة ثروتهم الحيوانية.

وأشار عبدالرحمن البلوشي، الرئيس التنفيذي لمنصة «فيدكو»، إلى أن منتجات الثروة الزراعية التي تقدم للعملاء عديدة، منها منتجات الأسمدة، والبذور بكل أنواعها، وشتلات الأشجار بكل أصنافها، والمبيدات، وفيما يخص الثروة الحيوانية، نقدم عبر المنصة جميع أنواع الأعلاف، والحبوب، والسبوس، والأملاح، وغيرها العديد من المنتجات التي تتوفر في الأسواق المحلية، ونسعى دوماً إلى توفيرها للمستهلكين.

سرعة الاستجابة

وتابع: «في حال طلب العميل لأي منتج يتم توفيره خلال 12 ساعة عمل، بينما تزداد الطلبات على المنتجات الزراعية، من شهر أغسطس/آب، وحتى مارس/آذار، وهي فترة بدء الزراعة في دولة الإمارات، أما فيما يخص الطلب على المنتجات الحيوانية فتكون على مدار العام وبشكل مستمر».

وحول وجود العديد من المشاريع التي تشابه مشروعه يقول: «قبل البدء بالفكرة لجأت إلى أهل الاختصاص في السوق المحلي، للحصول على استشارة منهم، عن الفكرة، وهل هي قابلة للتطبيق، وهل هي جديدة في السوق، وتبين لي أنه لا توجد منصة منفردة في هذا المجال، ونحن من أوائل المنصات المختصة في توفير المنتجات للقطاعين الزراعي والحيواني في الدولة».

وأشار إلى معظم المشاريع التي يكتب لها الفشل بين جيل الشباب اليوم، هي استعجال النتائج، التي لن تتحقق بسهولة، ولعل أهم الأهداف التي يجب وضعها، الخطة الواضحة، قبل الإقدام على مشروع سيضع فيه الشاب كل أمواله، وعند الفشل قد يصيبه الإحباط لتعرضه لخسائر فادحة، تجعله يدور في معترك جديد هو في غنى عنه.

لماذا لا تنجح المشاريع؟

قال: «لا يوجد مشروع ناجح بدون وجود خطط ودراسة صحيحة ومتأنية، وبدون استشارة أصحاب الاختصاص الذين يوجهون رواد المشاريع الناشئة إلى الطريق الصحيح قبل خوض تجربة جديدة»، موجهاً نصيحة لرواد الأعمال، بأن السوق المحلي متعطش للمشاريع الشبابية، والتجربة خير برهان، وقبل البدء بالمشروع يجب أن يدرس كل تفاصيله قبل إطلاقه أو الاستثمار فيه.

ويرى أن الصعوبات والعقبات التي واجهته منذ البداية هي: إقناع المحلات التقليدية بالانضمام إلى المنصة، لعرض منتجاتها وسلعها، حيث يصعب في بعض الأحيان إقناع الجيل الذي معرفته بالتطبيقات الإلكترونية ومنصات التواصل، واليوم معنا الكثير من أصحاب منافذ البيع الذين عارضوا الفكرة في البداية، يبيعون منتجاتهم على المنصة.

جهود الإمارات

يرى عبدالرحمن البلوشي، أن الأفكار والمشاريع الواضحة والموضوعة بعناية سيكتب لها النجاح، خاصة إذا كان صاحبها يؤمن بها ويسعى إلى توسعتها في كل فترة، مؤكداً أنه في الفترة الحالية يسعى إلى تغطية السوق المحلي بالدولة بشكل كامل بمنتجاته، ومن ثم ينطلق إلى هدفه التالي، وهو التوسع في دول الخليج، كما أنه سيبحث عن وجود شريك للتوسعة المحتملة.

وأشار إلى أن الجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات فيما يتعلق بموضوع الاستدامة في القطاعين (الزراعي والحيواني)، اللذين يشكلان عنصراً مهماً للأمن الغذائي والاقتصادي، ساهم في خلق جيل جديد يحب الاستثمار في هذه القطاعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wfmdz8vk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"