عادي

70 عاماً من التحولات في الصين

21:16 مساء
قراءة 3 دقائق
المجتمع الصيني

القاهرة: «الخليج»

حققت الصين وعلى مدى 70 عاماً نهضة اقتصادية كبرى، ولم تكن هذه النهضة لتتحقق بمعزل عن البناء الاجتماعي الذي يشمل خمسة جوانب أساسية، هي البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي وبناء الحضارة البيئية، ويعكس البناء الاجتماعي تطور وتقدم إنجازات الصين في المجال الاجتماعي في ما يتعلق بالتوظيف والتعليم وتوزيع الدخل والضمان الاجتماعي والصحة، والحد من الفقر والحوكمة الاجتماعية وغيرها من الجوانب ذات الصلة بتنمية الشعب الصيني جنباً إلى جنب مع تنمية اقتصادية شاملة.

ويعد كتاب «المجتمع الصيني في 70 عاماً.. التغيرات، البناء، التنمية» والصادر عن بيت الحكمة بترجمة أميمة مصطفى، مرجعاً مهماً للمراكز البحثية والحكومات الساعية للتنمية الاجتماعية بوجه عام، حيث يتناول عدة محاور أساسية تشمل إنجازات البناء الاجتماعي الكبرى في الصين الجديدة، وتغيرات السياسة السكانية وهيكل الأسرة في الصين الجديدة، وكذلك إصلاح الأراضي الزراعية، منذ فترة الثورة الثقافية وفترة الإصلاح والانفتاح وحتى بدايات القرن الحالي.

كما يتناول تغيرات معدلات استهلاك المواطنين والبناء الاشتراكي وتطوير النظام الصحي، بما في ذلك بناء نظام التأمين الصحي الحديث في ظل اقتصاد السوق، وتغيرات الحوكمة الاجتماعية، بالإضافة إلى تنمية المرأة في العصر الجديد والإنجازات التاريخية في أعمال تنمية الشباب.

  • مناخ

يوضح الكتاب أن الصين اكتشفت طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية خلال فترة «المحاولات والأخطاء» وفي كافة المجتمعات يكون الهيكل الديمغرافي ومسار تكوينه هو التغيير الذي يؤثر تأثيراً مباشراً وبعيد المدى على الجوانب الاجتماعية الأخرى، وفي الصين الجديدة بدءاً من التشجيع على الإنجاب ومروراً بسياسة تحديد النسل ثم إلى سياسة تنظيم النسل، وصولاً في النهاية إلى إصلاح وتعديل سياسة تنظيم النسل تحولت الصين من دولة غالبية السكان فيها من الأطفال والمراهقين إلى دولة غالبية السكان فيها من البالغين، ثم إلى دولة غالبية السكان فيها من المسنين.

كان التحول الديمغرافي في الصين ناتجاً عن تأثير كل من تنظيم النسل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويعد أيضاً التحول الديمغرافي الأسرع في العالم، وبغض النظر عن تغيرات التاريخ يحتاج التحول الديمغرافي من المجتمع الذي يعتمد عليه في بقائه، أن يوفر له الأجواء المناسبة لاحتياجات التنمية، مثل نظام التعليم والرعاية الطبية وعملية التوظيف وغيرها، وهذا يجعل البناء الاجتماعي في ظل أنظمة اقتصادية مختلفة يضع سياسات اجتماعية وفقاً لتحولاته الديمغرافية.

يرى الكتاب أن التغييرات في هيكل الأسرة والتحولات المستمرة في الأسس الاجتماعية والسياسية الاقتصادية في الصين أحدثت تغييرات كبيرة في نمط توزيع الدخل في الصين، حيث تحول من نمط توزيع دخل متساوٍ نسبياً خلال فترة الاقتصاد المخطط إلى نمط توزيع دخل متسع تدريجياً، ومع ذلك كانت المساواة في فترة الاقتصاد المخطط هي مساواة على المستوى الأدنى من مستوى الدخل للغالبية العظمى من أفراد المجتمع.

  • ارتقاء

يشير الكتاب إلى أن الارتفاع في مستوى الدخل أدى إلى تغيير مفهوم الاستهلاك وشكله لدى الشعب الصيني تغييراً كبيراً، ما أدى بدوره إلى الانخفاض السريع في معامل استهلاك العائلات الصينية، قبل الإصلاح والانفتاح، كانت الدراجات وماكينات الخياطة والساعات، هي العناصر الاستهلاكية الثلاثة الرئيسية.

أما بعد الإصلاح والانفتاح فقد ارتقى مستوى الاستهلاك من العناصر الاستهلاكية الثلاثة الرئيسية القديمة وهي التلفاز والثلاجة والغسالة إلى العناصر الاستهلاكية الثلاثة الرئيسية الحديثة وهي الهاتف والحاسوب ومكيف الهواء المنزلي ثم تحولت إلى العناصر الاستهلاكية الرئيسية في العصر الحديث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2sarcdmf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"