عادي
راقية من قيم ومبادئ مجتمعنا

أم سعيد: خدمة وطني أفضل الأوسمة

23:54 مساء
قراءة 4 دقائق
أم سعيد خلال إحدى الفعاليات
أم سعيد في فعالية جسور الخير
خلال إحدى الفعاليات في مطار دبي
أم سعيد خلال إحدى الفعاليات

دبي: سومية سعد

ما إن تلج فعالية في الإمارات، حتى تقابلك زينب السيد الشهيرة ب «أم سعيد»، المحافظة على زيها وهويتها الإماراتية، ببشاشة وترحاب شديدين، لتؤكد أن العمل التطوعي هو إحدى سمة راقية من سمات هذا الوطن الذي في حدقات عينيها، وهي سمة نابعة من قيم ومبادئ عظيمة، تعكس النهج الذي تبنته الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل، إضافة إلى التأكيد أن المرأة الإماراتية تبوأت مراكز متقدمة في ميادين العمل التطوعي والعطاء الإنساني، وأن العمل على تمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، أتاح لها تقديم أدوار تطوعية عظيمة، ما زاد من دورها التطوعي، والذي اعتبرته «أم سعيد» ما هو إلا تعبير عن الانتماء لهذا الوطن.

تستهل «أم سعيد» حديثها مع «الخليج» قائلة: «نشأت وترعرعت في بيئة محافظة في منطقة (حتا)؛ إذ كنا في تلك المنطقة نعيش أسرةً واحدة ممتدة ما بين الجيران والأقارب والأصدقاء، ونتشارك ونتأثر بكل ما يحيط بنا، ولدينا الفضول لنستكشف كل ما هو جديد، حيث لم يكن الجيران بمنأى عن بعضهم بعضاً، وكانت في الماضي تجمعنا اللمّة وبساطة حياة الناس ومحبة بعضهم بعضاً، وصلة الأقارب، وكان أهم ما تتميز به هذه الفترة هو عدم وجود الكلفة بين الأقارب والجيران، حيث كان الجيران مثل الأهل، على عكس الحين، فربما تجد جاراً لا يعرف جاره.

قيم وعادات

تقول «أم سعيد» إنها اختارت العمل التطوعي وكرّست حياتها له، باعتباره عملاً إنسانياً خيرياً حث عليه الدين الحنيف وقيم وعادات الشعب، مشيرة إلى أن اهتمامها بالعمل التطوعي ليس وليد اللحظة؛ بل إن فكرة التطوع في الأعمال الاجتماعية، كانت موجودة لديها منذ وقت مبكر، وهذا نابع من حبها لمساعدة الآخرين والوقوف معهم ومساندتهم، وقد بدأت ممارسة العمل التطوعي منذ أكثر من 20 عاماً، وقد أكسبها هذا العمل الشجاعة في التعامل مع الآخرين، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة وحل المشاكل بحكمة وسرعة، وهو ما تعتبره رصيداً يضاف إلى عملها التطوعي.

وقد كانت بدايتها بالمشاركة في الفعاليات الوطنية بين الحين والآخر، لتصقل خبراتها في التطوع وتغذي أفكارها بآلية العمل التطوعي، الذي تؤكد أنها «وجدت فيه نفسها» ومن بعدها شاركت في العديد من تنظيم الفعاليات الوطنية والفعاليات الخاصة بكبار المواطنين وأصحاب الهمم، ثم بدأت بعدها تترجم عملها التطوعي من خلال حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما عن دخولها هذا المجال بشكل رسمي، قالت «أم سعيد»، إن ذلك حدث عندما طلب منها بخيت المقبالي، رئيس مجلس إدارة «جمعية حتا للثقافة والفنون والمسرح»، أن تتعاون معه في الجمعية للقيام بتأسيس مجموعة تضم النساء المتطوعات، وذلك للمشاركة في المناسبات التي تقوم بها الجمعية في منطقة حتا وخارجها.

وأضافت أنها جمعت عدداً من النساء والفتيات، بلغ عددهن 30 متطوعة، وأطلق على هذه المجموعة «مجموعة سند»، كما شاركت بعدها في المجلس الرياضي الذي أقيم تحت شعار «نبض دبي حتا تمشي»، وفي غيرها من المشاركات التي قدمت من خلالها صورة حضارية للمجتمع المتكاتف في منطقة حتا، والمشاركة الجدية التي أظهرت تعاون المرأة والفتاة بشكل عام في المنطقة.

الأوسمة والشهادات

نالت «أم سعيد» التكريم من قبل جهات عديدة سواء داخل حتا أو خارجها، وعن هذه الأوسمة والشهادات تقول: «نلت المئات من الأوسمة وشهادات التقدير، لكن خدمة وطني هو أفضل من كل الأوسمة والشهادات التقديرية، فكم هو جميل أن نرد ولو قليلاً من العرفان والوفاء إلى وطننا الإمارات، الذي أمن لنا في حياتنا، السعادة والحياة الكريمة والمسكن والأمن والعلاج، علينا أن نرد ولو القليل من هذا الجميل لهذا الوطن المعطاء».

وتري أن التطوع يعود بالفائدة على صاحبه وعلى المجتمع، وحرصت على مطالبة الشباب والفتيات من مختلف الفئات العمرية بالانخراط في هذا العمل، الذي وصفته بأنه الأسمى والأعلى قيمة، وذلك لأنها تعتبر أن الدخول في مجال التطوع مبكراً يمنح الإنسان صقلاً وثقة، مضيفة أن العمل التطوعي في الإمارات رسّخ مفاهيم العمل الخيري عند المواطنين والمقيمين، خصوصاً فئة الشباب المواطنين، كما أنه أصبح منهاج حياة يتميز به المجتمع الإماراتي، الذي يدرك أهمية التطوع بأنه يساعد على تطوير مهارات التواصل والتخطيط وإدارة الوقت، والعمل بروح الفريق الواحد والقيادة، سواء باكتسابها أو حتى تنميتها وتطويرها

ذكريات زمان

وتحكي «أم سعيد» عن بعض الذكرات وتقول: «اختلف رمضان عن الماضي، فقد كنا نتشارك في إعداد الإفطار الجماعي، وكذلك تبادل الوجبات خلال هذا الشهر الفضيل، أو في أثناء المناسبات بشكل عام، كما كنا نعد اللقيمات (لقمة القاضي) ونوزعها للمارة في الطريق، وغيرها من أنواع الأكلات الشعبية التي نعدها جماعياً على غرار، (المروق) و (فلي) وشرقان وكنا نوزع الأطباق علي الجيران، إضافة إلى القيام بتفقد الضعفاء والمعوقين والأيتام وكبار السن ونقدم لهم يد المساعدة، أما الآن فتغيرت نوعية العمل التطوعي.

وعن حياتها الأسرية تقول، إنها قامت بتربية أبنائها بحب، وكانت دائماً تغرس فيهم القيم والمبادئ وتغرس في نفوسهم أن الحياة تحتاج مزيداً من الكفاح، حيث إن الإنسان لم يخلق ليعبث بهذه الأرض؛ بل ليعمرها ويكافح كي يصل إلى أهدافه، لافتة إلى أبنائها الثمانية (ست أبناء وبنتان) وبعد أن أوصلتهم إلى نهاية تعليمهم وعملوا وتزوجوا، يفتخرون بها في كل مكان؛ بل يساعدونها في عملها التطوعي الذي غرسته فيهم منذ الصغر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/w65wr666

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"