الإمارات.. دبلوماسية رفيعة المستوى

00:52 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

منذ أكثر من 51 عاماً، تشهد دولة الإمارات دوراً فعالاً في منظومتها الدبلوماسية، فقبل الاتحاد كانت دولة الإمارات إمارات متفرقة، ولكن بفضل دبلوماسية المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أصبحت الإمارات متحدة مجتمعة تحت راية واحدة ودولة واحدة. وكان هدف المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه هو توحيد أبناء هذه الإمارات وإقامة دولة ذات قوة تحمي شعبها وثرواتها، وقال المؤسس القائد الشيخ زايد طيب الله ثراه كلماته الخالدة: «إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح، ترفرف فوقه راية العدالة والحق». 

 واليوم وبفضل هذه الحكمة الدبلوماسية تنعم دولة الإمارات بالرخاء والرفاهية والازدهار، وبهذا النهج الدبلوماسي الموروث للشيخ زايد استطاعت دولة الإمارات بناء جسور التواصل مع دول العالم، بل أصبحت نموذجاً يحتذى في إقامة العلاقات الدبلوماسية الدولية الرائدة التي مكنت دولة الإمارات من تعزيز مكانتها سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وفي سائر المجالات الأخرى، وذلك بفضل منظومتها الدبلوماسية التي حققت إنجازات كثيرة. فقد انضمت دولة الإمارات في 6 من ديسمبر (كانون الأول) 1971 إلى جامعة الدول العربية، وفي العام نفسه في تاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) أصبحت عضواً في منظمة الأمم المتحدة، وأيضاً عملت على تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي أعلنته قمتها الأولى في العاصمة أبوظبي عام 1981. ولم تتوقف جسور تواصلها مع العالم عند هذا الحد فقط، بل استمرت على كافة المستويات والصعد، واليوم دولة الإمارات كذلك عضو في مجلس الأمن بعد أن تم انتخابها من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لعضوية مجلس الأمن لفترة 2022 و2023.

 ومن الركائز الأساسية لتنمية العلاقات الدبلوماسية وتقويتها بناء علاقات وشراكات دولية وإقليمية سواء على مستوى القطاع الحكومي أو القطاعات الخاصة في العالم، فكلا القطاعين العالميين لدى الدول والمنظمات مهم كثيراً في تعزيز التعاون وبناء الشركات العالمية. وتلعب دولة الإمارات دوراً مهماً في بناء مثل هذه الشراكات، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي يعتبر الحدث الأهم في مكافحة التغير المناخي على مستوى العالم، ويمثل حدثاً مهماً وشراكة مهمة بين دولة الإمارات والدول المشاركة، ويضع دولة الإمارات على خارطة الدول الأهم في معالجة القضايا العالمية، ويبني شراكات فعالة للتعامل مع القضايا الدولية التي تخص المناخ والسلام والاقتصاد والعمليات الإنسانية وغير ذلك من المجالات التي تنفع البشرية.

 تعتبر دولة الإمارات اليوم من الدول الرائدة في تنمية العلاقات الدبلوماسية بينها وبين دول العالم، وفي السنوات القليلة السابقة وبجهود رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله انتقلت دولة الإمارات إلى مرحلة مهمة وجديدة في تاريخها، وحققت إنجازات عديدة في المؤشرات العالية، استمراراً لنهج المؤسسين في البناء والتنمية، وقد أثبتت هذه العلاقات الدبلوماسية جدارتها بتقوية العلاقات مع دول المنطقة والعالم، ومنها تركيا وإيران وغيرها، ولعبت دوراً مهماً في إنهاء خلافات بين دول أخرى مثل إثيوبيا وإريتريا، ولها مواقف دبلوماسية إنسانية يدونها الإعلام العالمي بشكل مستمر. فجسور الإنسانية والخير تنطلق اليوم من دولة الإمارات إلى سوريا الشقيقة وتركيا الصديقة بشكل يومي دون توقف، لتلبية نداء الإخوة والأشقاء والأصدقاء وتعزيز رسائل السلام الدبلوماسية التي ترسلها دولة الإمارات لنشر الخير والسلام بين شعوب العالم أجمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dvdcus8

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"