شهر تطهير الروح

01:37 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

ابن الديرة

نحمد الله حمداً كثيراً أن منّ علينا أن نشهد هذه الأيام المباركة في شهر رمضان الفضيل التي طال ترقبنا وانتظارنا لها، بعدما حرمتنا جائحة «كورونا» من الاستمتاع بأيامه ولياليه خلال العامين الماضيين، لذا فإن مقدم الشهر هذا العام له روحانياته الخاصة التي كنا قد افتقدناها، فالمساجد امتلأت ولا يوجد أي تباعد بين المصلين، وصلوات التراويح والقيام عمّرت بيوت الله.

وها هم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، يفتحون مجالسهم لاستقبال المهنئين بمقدم شهر رمضان المبارك، كما جرت العادة، خلال سنوات ما قبل الجائحة، دون ارتداء كمامات ودون تباعد؛ كون الشهر يعد فرصة للتواصل الاجتماعي بين المسلمين، وهو ما يشعر الجميع بالسعادة والفرح بطيّ صفحة «كورونا» بإذن الله للأبد، وهو ما شهدنا بشائره على وجوه قيادتنا الرشيدة، ووجوه أبناء الوطن والمقيمين المهنئين.

الحركة الدؤوبة التي تشهدها الدولة في الأسواق وإقبال الناس على الاستعداد قبل الإفطار، ذكرتنا بجماليات هذا الشهر، كما أن عودة خيام الإفطار الرمضانية التي انتشرت بالقرب من المساجد وفي مواقع محددة على مستوى الدولة، والحراك الكبير الذي تشهده الجمعيات الخيرية والإنسانية المنتشرة في الدولة، والتي نتابع أعمالها الخيرة على المستويين المحلي والدولي، أعادتنا للذي مضى من سالف الأيام الجميلة للشهر الفضيل.

جمالية هذا الشهر أنه يعوّد المسلم على الصبر والشعور بأحوال الفقراء والمساكين الذين لا يجدون الغذاء المناسب، بسبب أوضاعهم المادية والمعيشية، وبالتالي فإنه يهبّ لمساعدتهم خلاله وطوال العام، وفي هذا العام توّجت الإمارات هذا الشهر بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملة «وقف المليار وجبة»، الهادفة إلى توفير شبكة أمان غذائي مستدام للفئات الأقل حظاً، وبالتالي إحداث تغيير إيجابي في حياة الملايين من البشر حول العالم، ووجدنا الكثير من الشركات التي هبّت لتقديم عشرات الملايين من الدراهم دعماً للبعد الإنساني لهذه الحملة الخيّرة.

رمضان شهر التسامح والعطاء، ويعد فرصة للتقرب إلى الله وتجديد الروحانية والعزيمة والهمة والتوبة والاستغفار والتخلص من الذنوب والخطايا، والعبادة والتقرب إلى الله بكل الأساليب الممكنة، لأن فيه تطهيراً للروح والجسد، وتعزيزاً للروابط الاجتماعية والتعاون والتكافل في المجتمع، لذا فإن الكثيرين يستغلونها فعلاً لإحداث تغيير إيجابي في حياتهم.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypmbj4ku

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"