شركات تكنولوجيا عملاقة تسرّح آلاف الموظفين رغم الأرباح الخيالية

من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، قام عمالقة التكنولوجيا العالميون من «مايكروسوفت» و«جوجل» إلى «أمازون» و«ساب» وغيرهم بتسريح آلاف الموظفين منذ بداية العام، على الرغم من أن معظم هذه الشركات مربحة.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة الخدمات المالية «جيفريز»، فإن «خفض عدد الموظفين هو نتيجة التوظيف المفرط أثناء الوباء وتوقعات نمو أبطأ مما كان متوقعاً في الأصل».
ومع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، يتراجع المستهلكون عن الإنفاق وسط حالة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
ونتيجة لذلك، فإن الشركات «تحتاج إلى تقليل عدد الموظفين من أجل استعادة كفاءة التشغيل مع عدد الموظفين الذي يتناسب مع اتجاهات الطلب الحالية»، كما قال المحللون في «جيفريز».
ومع ارتفاع أسعار الفائدة، أصبح رأس المال أكثر كُلفة، وبدأت الشركات في كبح جماح تكاليف عدد الموظفين.
وأشار تقرير لـ «بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش» إلى أنه «بالنسبة للشركات الناشئة على وجه الخصوص، كانت الزيادة في التوظيف مدفوعة جزئياً برأس المال الرخيص».
وفيما يأتي بعض أبرز شركات التكنولوجيا العالمية التي قامت بفصل الموظفين على الرغم من كسبها لأموال كبيرة:

• «مايكروسوفت»

سجلت شركة «مايكروسوف» أرباحاً صافية قدرها 16.4 مليار دولار للربع المنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول، بانخفاض 8% عن العام الماضي. وأدت أعمالها السحابية إلى تحقيق النتائج؛ حيث بلغت عائدات «مايكروسوفت كلاود» 27.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 22% على أساس سنوي.
كما قدمت الشركة، نتائج قياسية في السنة المالية 2022 المنتهية في 30 يونيو/ حزيران، على الرغم من «البيئة الديناميكية»، كما قال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي، في التقرير السنوي لعملاق التكنولوجيا.
وتابع ناديلا: «لقد أبلغنا عن 198 مليار دولار في الإيرادات و83 مليار دولار في الدخل التشغيلي. وقد تجاوز «مايكروسوف كلاود» 100 مليار دولار من الإيرادات السنوية لأول مرة في تقرير السنة المالية 2022».
وعلى الرغم من ذلك، فإن «مايكروسوفت» أعلنت في يناير/كانون الثاني أنها ستسرح 10000 عامل بينما تستعد الشركة لتباطؤ نمو الإيرادات.

• «ألفابت»

أعلنت «ألفابت» الشركة الأم لـ «جوجل» في يناير/ كانون الثاني أنها ستخفض 12000 عامل. وخسرت الشركة من أرباحها وإيراداتها في الربع الرابع، لكنها تمكنت من تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 1% على أساس سنوي للربع المنتهي في ديسمبر/ كانون الأول.
وقالت روث بورات، المديرة المالية، خلال مكالمة عن الأرباح: «إن ألفابت أضافت 3455 شخصاً خلال الربع الرابع، ومعظمهم من الأدوار الفنية».
وأخبرت بورات «سي أن بي سي» أن «الشركة تعمل على إبطاء وتيرة التوظيف في محاولة لتحقيق نمو مربح على المدى الطويل».
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي، في مذكرة للموظفين: «على مدار العامين الماضيين، شهدنا فترات من النمو الهائل. لمواكبة هذا النمو ودعمه، قمنا بتعيين واقع اقتصادي مختلف عن الواقع الذي نواجهه اليوم».

• «أمازون»

تم تسريح أكثر من 18000 موظف في «أمازون» خلال يناير/ كانون الثاني. ومن المقرر التخلي عن 9000 عامل إضافي في الأسابيع المقبلة، على الرغم من الإعلان عن عائدات مذهلة في الربع الأخير من عام 2022، متجاوزة تقديرات المحللين.
وعلى الرغم من أن صافي الإيرادات ارتفع بنسبة 9% إلى 149.2 مليار دولار في الربع الرابع، فإن الدخل التشغيلي في نفس الربع انخفض إلى 2.7 مليار دولار، مقارنة بـ 3.5 مليار دولار في العام الماضي.
وبشكل عام، كان عام 2022 أبطأ عام من حيث النمو في «أمازون»، منذ أن تم إدراجه علناً في عام 1997. وقال عملاق التجارة الإلكترونية: «إنه يستعد لضغوط الركود وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي».

• «ساب»

قالت شركة «ساب» الألمانية: «إنها حققت التوجيهات الشاملة للعام 2022 بأكمله، مع زيادة عائدات السحابة بنسبة 24% عن العام الماضي». كما عادت شركة برمجيات المؤسسة إلى تحقيق نمو إيجابي في أرباح التشغيل بنسبة 2%.
ومع ذلك، أعلنت «ساب» في يناير/ كانون الثاني أنها ستلغي ما يصل إلى 3000 وظيفة؛ حيث تسعى القيادة إلى توجيه الشركة نحو نمو أرباح مزدوج الرقم في عام 2023.

• مجموعة «sea»

أعلنت شركة «sea»، عملاق التكنولوجيا ومقرها سنغافورة، عن صافي دخل قدره 422.8 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2022، وهو أول ربح ربع سنوي للشركة منذ بدايتها في عام 2019.
وبعد أيام، أجرت الوحدة الإندونيسية التابعة لشركة «sea» للتجارة الإلكترونية «شوبي»، جولة جديدة من عمليات التسريح، مما أثر في أقل من 500 موظف بدوام كامل ومتعاقد، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
وفي العام الماضي، ورد أن الشركة ألغت بالفعل أكثر من 7000 وظيفة، أو نحو 10% من قوتها العاملة.
كما لم تُستثن شركات التكنولوجيا الأخرى في آسيا، فمجموعة «غوتو» الإندونيسية، ومجموعة «sea» في سنغافورة، و«كاروسيل»، و«فودباندا»، و«نافير» و«كاكاو» في كوريا الجنوبية، هي من بين الشركات التي استغنت عن موظفين في الأشهر القليلة الماضية.

• «ديل»

سجلت «ديل» إيرادات قياسية بلغت 102.3 مليار دولار في السنة المالية 2023 المنتهية في 3 فبراير/ شباط، بزيادة 1% على العام السابق. وارتفع الدخل التشغيلي للسنة بنسبة 24% إلى 5.77 مليار دولار.
وفي فبراير/ شباط، أعلنت الشركة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر عن خطط لتسريح 5% من قوتها العاملة، أو نحو 6650 عاملاً.
وقال جيف كلارك، مدير العمليات المشارك في مذكرة للموظفين: «إنه تم إجراء تخفيض عدد الموظفين في محاولة للبقاء في طليعة تأثيرات الانكماش الاقتصادي».
وبينما تحسنت إيرادات السنة المالية 2023، انخفض الدخل التشغيلي لشركة «ديل» بنسبة 26% إلى 1.18 مليار دولار في الربع الأخير من العام المالي 2022، مع تباطؤ الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة على مستوى العالم.

• «أبل»

تهرب «أبل» من التسريح الجماعي للعمال حتى الآن، بعد أن وظفت بوتيرة أبطأ من«جوجل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«ميتا». لكن صانع «آيفون» يتحضر أيضاً لهذه العملية.
وبحسب ما ورد، قامت الشركة بتأخير المكافآت لبعض الموظفين والتوظيف المحدود في مارس/ آذار. وتخلت الشركة عن موظفيها المتعاقدين في أغسطس/ آب، وفقاً لتقرير «بلومبيرغ».
وفات صانع «آيفون» التوقعات الخاصة بالإيرادات والأرباح والمبيعات للعديد من خطوط الأعمال في الربع الأول من العام المالي 2023.
وألقى الرئيس التنفيذي تيم كوك باللوم على «الدولار القوي، واضطرابات الإنتاج في الصين، والرياح المعاكسة الكلية».