استدامة الخير

01:01 صباحا
قراءة دقيقتين

في رمضان هذا العالم تصدر الإمارات كالعادة رسالتها الإنسانية تجاه العالم، وتشرك مجتمعها في مبادرة جديدة تشكّل التزاماً نحو الغير، وتمنح فرصة ذهبية لصناعة التغيير للأفضل وفق الإمكانات المتاحة، بما ينسجم وروحانية الشهر وتعاليم ديننا الحنيف، تطبيقاً لما يدعو إليه نحو المحتاج والضعيف والملهوف، حيث تتحول الإمارات إلى شعلة نشاط للعمل الخيري في هذا الشهر الذي يشكّل عرساً حقيقياً للعطاء.

«وقف المليار وجبة» هو رسالة الإمارات وشعبها هذا العام إلى الإنسانية في كل مكان من العالم، وكما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فإن رسالتنا الأخلاقية تحتّم علينا أن نكون في صدارة الجهد العالمي للقضاء على الجوع، ورفع المعاناة عن الإنسان أينما كان.

والحقيقة تقال، فإن العمل الخيري بات عادة وسلوكاً يمارس في كل بقعة من هذا الوطن، كل حسب جهده واستطاعته. فهناك من يتصدّق ويسهم، وهناك من يفتح أبواب بيته لإفطار الصائمين، وهناك من يصنع الخير ويرسم الابتسامة.

الجميل في هذه المبادرة هو أنها فرصة لتقدير النعم التي نعيشها، واستشعار مأساة الغير، والمشاركة في التخفيف منها، فهناك 828 مليون إنسان يعانون الجوع، وواجبنا الإنساني والأخلاقي والإسلامي (وخاصة في شهر الصيام)، إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، والوقف خير دائم بإذن الله.

وكعادة الإمارات في الابتكار جاءت فكرة إنشاء الصندوق الوقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام، ضمن مستهدف رئيسي تسعى الحملة من خلاله إلى توفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً، لاسيما في الدول التي تمر بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي، ومضاعفة جهد دولة الإمارات في تعزيز المسعى العالمي للقضاء على الجوع، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، والتي تعد مكافحة الجوع من أهم أهدافها ال17 التي تتضافر جهود البشرية من أجل تحقيقها، وهو ما يعني أن الاتجاه الآن يسير نحو حلول مستدامة توفر الغذاء طوال العام، ولا ترتبط بموسم أو شهر واحد من العام، ما يمثل خطوة إلى الأمام.

بقي أن نعي جميعاً أهمية هذا التوجّه، خاصة أن الجوع يمثل أحد أكبر التحديات العالمية التي تواجه الإنسانية، وأن بإمكاننا صناعة التغيير ونيل شرف وأجر المساهمة فيه، وذلك يمكن عبر ضغطة زر بعد أن توفرت القنوات، وباتت المشاركة سهلة لا تتطلب إلا ثواني معدودة، علينا أن نغتنم الفرصة ونسعى إليها ونعوّد أبناءنا على المشاركة فيها بفعالية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p95v5cr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"