تقوم دراسة د. أحمد إبراهيم الهواري وعنوانها «نقد المجتمع في حديث عيسى بن هشام»، على تحليل النص الأدبي في ضوء القرائن الحضارية، فهي ترنو إلى أن تضع الظاهرة الأدبية في سياقها؛ لذا فهي تتخذ التناول التاريخي ركيزة فلسفية في دراستها لمصادر الكتاب، وللواقع التاريخي الذي صوره محمد المويلحي ورؤيته الجمالية له في شكل لوحات روائية، داخل إطار «المقامة».
وقد أصبح التناول التاريخي مبدأ أساسياً للعلم، ولا يستطيع الباحث أن يجرد المويلحي من الحس التاريخي، لأنه قد صدر عن رؤية تتسم بالتواصل، والمتأمل في فكرة التاريخ عن المويلحي يلمس ذلك، وهي رؤية ساعدته على أن يهتدي في ضوء أركان العملية التاريخية (الإنسان والزمان والمكان) في نقد الواقع الاجتماعي إلى قوانين التاريخ وحركته.
يحلل المؤلف مفردات الصور الروائية أو اللوحات الروائية في «حديث ابن هشام» ويردها إلى منابعها الفكرية عند رواد عصر التنوير والإحياء، ومدى إثراء المويلحي لتلك الأفكار فنياً في العمل الأدبي على نحو ما اجتهد البحث في تحليله.
من جانب آخر فقد طمحت هذه الدراسة أن تبحث في الدوافع الدفينة وراء النص الأدبي «حديث عيسى بن هشام» في ضوء كتابات المويلحي الاجتماعية والنقدية، خاصة أن المويلحي توفرت لديه الروح الروائية ولمسات الروائي و حس اجتماعي ناضج، وبهذين الجناحين حلق في فضاء عالم الرواية من حيث قيامها على تحليل المجتمع ونقده وتصوير أزمة الإنسان المعاصر.
