عادي

فن الحوار مع الأبناء

23:49 مساء
قراءة دقيقة واحدة
6

أصدر الألماني من أصل إيراني نافيد كيرماني كتابه «تقدم خطوة واقترب»، ترجمته إلى العربية الدكتورة هبة شريف، وللكتاب إطاران يدور فيهما، الأول هو إطار درامي قصصي، غاية في الشاعرية، حول حوار بين كيرماني شخصياً وابنته، التي تمثل الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين إلى ألمانيا.

نلمس في الحوار رهافة الحس، الذي يتمتع به كيرماني في إدارة الحوار مع ابنته، فهو حريص على إيصال الفكرة إليها، لكنه عارف بمدى حدود سيطرته على الحوار، فهو يعيش في ألمانيا، والابنة لها الحرية بقوة القانون، ولا ولاية لأبيها عليها، ولا يصلح الحوار إلا بالإقناع، وقبل الإقناع يأتي الحب.

يعلم كيرماني أن ابنته هي ابنة عصرها، ولذا لا يكتفي بالشعور والإشراق والحدس، بل يذهب إلى أرقى علوم العصر الحديث، الذي نحياه، وهي مباحث فيزياء الكم، يأخذ كيرماني الدليل تلو الآخر من الفيزياء، ليثبت لابنته اللايقين «العلمي» في فيزياء الكم، وكيف أننا نتعلم منها أن ما نظنه صواباً، أثبت العلم عكسه.

والإطار الثاني، يرى الكتاب رغم بساطته، شديد العمق، مليء بالشواهد والاقتباسات من كتب متعددة العلوم والعصور، كتاب يلزمه استعداد لقراءته، ورغم ذلك لا يصدم القارئ في تعقيدات وطلاسم، فالمؤلف لم ينس أنه يحاور ابنته، فلا يعتلي منبر الوعظ، ولا يدَّعي العلم، بل إننا نجده في أحيان كثيرة، يقول إنه لا يعرف جواباً، وإنما يملك فقط حدساً وإيماناً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdftrusk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"