عادي

مهرّبو بشر من المكسيك إلى أمريكا يروجون لأنشطتهم على «تيك توك»

17:53 مساء
قراءة 3 دقائق

مكسيكو - أ ف ب

تُظهر صورة منشورة عبر «تيك توك» مجموعة أشخاص يرتدون ملابس تمويهية، آملين في اجتياز الصحراء المكسيكية ليلاً بين النباتات المنتشرة فيها.. هذه الصورة لم ينشرها أحد مشاهير مواقع التواصل في سياق رحلة مليئة بالمغامرات، بل هي إعلان لجهات تتولّـى إدخال الأشخاص بصورة غير قانونية إلى الولايات المتحدة.

ويشكّل المجرمون البارعون في استخدام التكنولوجيا، والذين يعتمدون منصة «تيك توك»، تحديّاً متزايداً للسلطات المكسيكية والأمريكية في مواجهة أزمة الهجرة. ويشير مقطع متداول عبر المنصة إلى أنّ «الانطلاق سيتم في نهاية عطلة الأسبوع هذه. للمكسيكيين الراغبين في العبور إلى الولايات المتحدة، التواصل معنا».

وتظهر في حساب آخر يعرض تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر ولاية تاماوليباس المكسيكية، صورة لقاصرين داخل قارب مطاطي في أحد الأنهر. وأُرفقت الصورة بتعليق: «نسهّل أيضاً عبور الأطفال والعائلات».

وتوصّلت عملية تدقيق إلى وجود عدد كبير من الحسابات المماثلة في دول من أمريكا اللاتينية كغواتيمالا وكولومبيا والإكوادور.

وباستخدام وسم #بولّيرو (#pollero)، وهو مصطلح يشير إلى مهربي البشر، يوفّر أحد الحسابات «عملاً آمناً» للسائقين في ولاية أريزونا الأمريكية لقاء راتب قد يصل إلى 15 ألف دولار. ويذكر منشور كُتب بالإنجليزية في الحساب: «إذا كنت تملك سيارة، وترغب في كسب المال بسهولة، فراسلْنا».

وينتهك هذا الإعلان سياسة «تيك توك»، التي تحظر «الترويج للأنشطة الإجرامية والتسهيل لها».

ويقول ناطق باسم المنصة: «إنّ الحفاظ على سلامة أفراد مجتمعنا مسؤولية نتعامل معها بجدية»، مضيفاً: «لا نتسامح مع أي محتوى يروّج لممارسات تنطوي على استغلال للبشر كتهريبهم». وتشير المنصة إلى أنّها حذفت في الربع الثالث من عام 2022، 82% من مقاطع الفيديو المتعلقة بممارسات إجرامية.

وحاول الرئيس التنفيذي لـ «تيك توك» شو زي تشو، ما في وسعه من أجل بقاء التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، مع انطلاق جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي، الخميس، بعد التهديد بحظره للاشتباه بعلاقات بين الشركة والحكومة الصينية.

وخسرت المنصة معركة كبرى بوجه واشنطن، وبات حظرها مرجحاً في البلاد، إثر نتائج جلسة الاستماع التي وصفها خبراء بأنها «كارثية»، رغم أن واشنطن مضطرة للتعامل بحذر مع ترددات مثل هذا الحظر للتطبيق الذي يضمّ 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.

وشكلت السلطات المكسيكية خلايا لمواجهة مهربي البشر على وسائل التواصل. وداخل قاعة مملوءة بأجهزة الكمبيوتر في مكسيكو سيتي، يتولّى عشرات الخبراء من وكالة التحقيقات الجنائية منذ العام 2017 مراقبة الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويشير رئيس مركز التواصل في الشرطة الحكومية الفيدرالية رولاندو روساس، إلى أنّ الوحدة ساهمت في نحو 300 تحقيق مرتبط بعمليات تهريب أشخاص. وتابع: «إنّ الشركات الرقمية في المكسيك مُلزَمة بتسليم المعلومات عند تسجيل جريمة».

ويقول رئيس الوحدة بنجامن أوفييدو، إن فريقه يتدخل عند الموافقة على الدفع للمُهرّب أو عندما يُسدَّد المبلغ عبر الإنترنت مثلاً.

ويقول روساس، إنّ «إعلانات كثيرة تكون احتيالية أحياناً».

ويشير تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة في فبراير/ شباط الماضي، إلى أنّ «تيك توك» يستخدمها المهربون كوسيلة يروّجون من خلالها لنجاح عمليات عبور غير شرعية من تنظيمهم. وحذرت المنظمة من أن الجريمة فتحت الباب لممارسات أخرى كاستغلال القصّـر.

وأجرت المنظمة استطلاعات شملت أكثر من 500 مهاجر عبروا الأراضي الأمريكية، أوضح ثلثاهم أنّهم تمكنوا من حيازة هاتف ذكي، والاتصال بالإنترنت خلال الرحلة. ويُعتبر نقل المهاجرين برّاً في شاحنات صغيرة، أو بأعداد كبيرة في الجزء الخلفي من الشاحنات من دون أي تهوية أحياناً، أحد أسرع وأخطر الأساليب التي يعتمدها المهرّبون.

ولقي أكثر من 7600 مهاجر مصرعهم أو فُقدوا خلال عمليات عبور إلى أراضي الولايات المتحدة منذ عام 2014، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وتشير المنظمة إلى أنّ نحو ألف شخص من بين هؤلاء قُتلوا نتيجة حوادث مركبات، أو أخرى مرتبطة بعمليات النقل الخطِرة.

ويستخدم المهاجرون «تيك توك» ليتشاركوا نصائح عن كيفية النجاة خلال الرحلة إلى الولايات المتحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckxcz96

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"