بيروت: «الخليج»، وكالات
اتسعت دائرة الجدل في لبنان، أمس الأحد، حول تمديد التوقيت الشتوي إلى نهاية شهر رمضان المبارك، في الحادي والعشرين من إبريل/ نيسان المقبل، بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وموافقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علماً بأن التوقيت الشتوي كان مفترضاً أن ينتهي العمل به ليل أمس الأول السبت، متخذاً منحى طائفياً يعمق الانقسام بين اللبنانيين، فيما دعا وزير لبناني إلى التزام القطاع التربوي بالتوقيت الصيفي رغم القرار الحكومي بإرجاء اعتماده، في حين اعتبر رئيس التيار «الوطني الحر» جبران باسيل، أن لبنان الكيان والوطن والدولة في خطر، ودعا شباب «التيار» للاستعداد للشارع.
وقد بدأ الاعتراض على قرار تمديد التوقيت الشتوي يأخذ بعداً طائفياً بعد رفض معظم القوى المسيحية له لمخالفته برأيهم قرار التوقيت الدولي.
وتعقيباً على القرار، أعلنت العديد من المؤسسات الإعلامية عدم الالتزام بقرار التمديد والعمل بالتوقيت الصيفي، بما يؤكد أن كل المؤسسات التابعة للأحزاب والقوى المسيحية ترفض خروج لبنان عما اسمته المجتمع الدولي، بموضوع التوقيت، صيفاً كان أم شتاء. وأعلن وزير التربية عباس حلبي، أمس الأحد، أن القطاع التربوي سيلتزم بالتوقيت الصيفي. وكتب وزير التربية سلسلة تغريدات على حسابه على موقع «تويتر»، قال فيها «التوقيت الصيفي في المدارس والمهنيات والجامعات يبقى معتمداً...، فلا يجوز أن نترك المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية في حيرة من أمرها، والأهل على غير هدى لجهة أي ساعة يتوجه أولادهم إلى المدارس». وأعلنت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الخاصة أنها لن تلتزم بالقرار الحكومي البقاء على التوقيت الشتوي، بل ستعتمد التوقيت الصيفي.
وفي السياق، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط إن «أزمة البلد أكبر من تقديم أو تأخير الساعة، ولا داعي لاتخاذ قرارات تصب في الأتون الطائفي البغيض»، مضيفاً: «فلتعُد هذه الحكومة وهذا المجلس إلى ترجمة توصيات صندوق النقد الدولي على علّاته، لكن لا نملك خياراً بعيداً عن مستشاري السوء. وكفى متاجرة بالملك العام من المرفأ إلى المطار، إلى الغير».
واللافت، أنّه بخلاف ما أعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فإنّ بيان مصرف لبنان أكّد الضرر الحاصل، إذ إنّه اعتمد دوام «بري – ميقاتي» للموظفين، في حين اعتمد الدوام الصيفي للتعاملات المالية الخارجية، بحيث أنّ خوادم الكومبيوترات مُبرمجة وفق التوقيت الصيفي ولا مجال لمعالجتها في مدّة 24 ساعة. وإذا كانت المشكلة لم تظهر بتداعياتها السلبية جدّاً، أمس الأحد، فإنّها قد تنفجّر، اليوم الاثنين، خصوصاً مع العاملين في غير مؤسسة، وأهالي التلامذة، ولدى المؤسسات التي تملك فروعاً في غير منطقة.
من جهة أخرى، اعتبر باسيل، في كلمته خلال المؤتمر الوطني الثامن للتيار، أن «لبنان الكيان والوطن والدولة والنموذج والرسالة في خطر ووجودنا كلنا كلبنانيين، في خطر إذا استمررنا متمترسين بمواجهة بعضنا بعضاً، ورافضين الحوار كطريق للخلاص»، مشيراً إلى أن «لا أغلبية نيابية لفريق واحد في لبنان ولا حلّ إلا بالاتفاق، وبناء الدولة سيفشل من دوننا». ودعا، في ختام كلمته، شباب التيار إلى الاستعداد للشارع للهتاف سوياً: «مبارح وبكرا ومن زمان نحنا السيادة بلبنان، اليوم وبكرا ومن زمان نحنا الكرامة بلبنان، مبارح واليوم وبكرا تيار ووطني وحرّ».
