عادي

الطعام الصيني يغزو العالم

21:02 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

الصين دولة ذات حضارة عريقة وتاريخ طويل، وتتمتع ثقافة الطعام بمكانة تاريخية خاصة في تاريخ الحضارة الصينية، فهي جزء أساسي من تكوين الثقافة الصينية، وكان لها تأثير كبير في التطور، فقد اهتم حكماء الصين وفلاسفتها العظام، وعلى رأسهم كونفوشيوس، بهذا الجانب المهم من الثقافة، فاحتوى كتاب «محاورات كونفوشيوس» على العديد من التعاليم والآداب الخاصة بالطعام.

وتتميز ثقافة الطعام الصيني بمجموعة كبيرة من العادات والتقاليد والآداب المختلفة، التي تعكس عادات وتقاليد القوميات الصينية الست والخمسين، وحظي موضوع ثقافة الطعام الصيني باهتمام كبير من قبل رجال السياسة والفكر والفن على مدار العصور، لما لهذا الموضوع من أهمية وتأثير واضحين على حياة الشعب الصيني.

يشير شييه دينغ يوان في كتابه «ثقافة الطعام الصيني»،ترجمه إلى العربية حسانين فهمي، إلى كتاب صن يات صن مؤسس جمهورية الصين الوطنية، «استراتيجية بناء الدولة» وجاء فيه: «إذا نظرنا إلى تقدم الحضارة الصينية في العصر الحديث، فإننا نجد أن جميع الجوانب تبدو متخلفة عن ركب التقدم، فيما عدا الأطعمة، التي تسير على طريق التقدم، والتي ما زالت تشهد انتشاراً في مختلف دول العالم، فالأطعمة الصينية المختلفة تتفوق على نظيرتها في أوروبا وأمريكا، وكذلك طرق الطهو الصينية، التي تتفوق على طرق الطهو في إفريقيا وأوروبا وأمريكا».

وتزخر أمهات الكتب الصينية مثل كتاب «حلم المقصورة الحمراء» و«الممالك الثلاث» و«أبطال البحيرة» وغيرها من الكلاسيكيات بالكثير من المعلومات المتعلقة بالأطعمة الصينية وثقافتها وآدابها وعاداتها وتقاليدها، فخلال تاريخ الأطعمة والمشروبات الصينية الطويل، كان هناك الكثير من الأطعمة والمشروبات التي انتقلت إلى مختلف دول العالم وحظيت بتقدير شعوب هذه الدول، خاصة الشاي الصيني والفاصوليا وصوص الصويا والفطائر المقلية وغيرها من الأطعمة التي ما زالت تشهد انتشاراً كبيراً في مختلف دول العالم.

يسلط هذا الكتاب الضوء على جانب من أهم جوانب الثقافة الصينية ألا وهو ثقافة الطعام، إذ يلقي الضوء على تاريخ الأطعمة الصينية وثقافتها على مستوى المناطق المختلفة، وتقسيمات المطبخ وعادات الأطعمة الخاصة بالأعياد والمناسبات التقليدية، كما يقدم الكتاب لثقافة الأطعمة الخاصة بالديانات المختلفة في الصين، وعادات الطعام عند القوميات الست والخمسين.

كما يهتم الكتاب بتقديم بعض الجوانب المهمة حول ثقافة الشاي الصيني وأنواعه وطرق تناوله وآدابه وغيرها من المجالات، التي تتعلق بثقافة المشروبات، فيعد هذا الكتاب وجبة دسمة من المعلومات الخاصة بثقافة الأطعمة، حيث شهد مجال التبادلات الصينية الأجنبية في مجال ثقافة الأطعمة ظهور سمات جديدة، ففي الوقت الذي فتحت فيه الصين أبوابها لاستقبال ثقافة الأطعمة الأجنبية، والاستفادة منها، اجتهدت في نشر ثقافة الأطعمة الصينية في مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت تحظى بشهرة عالمية، استناداً إلى طرق طهوها وأشكالها وأذواقها، حتى نالت الصين لقب «مملكة الطهو».

يذكر الكتاب أن الأطعمة شهدت في العصر الحديث تطوراً كبيراً سواء من حيث جودتها أو من حيث مكوناتها، ومع تطور التركيبة الاستهلاكية اتجهت حاجة المستهلكين بشكل تدريجي إلى الاستهلاك المعنوي، فلم يعد الشبع وحده هو الهدف من تناول الأطعمة، لكن تطور الأمر من هدف تحقيق الشبع إلى تناول الأطعمة الصحية وذات الأذواق الجيدة، ثم إلى ثقافة الأطعمة، حيث أصبح الناس من خلال تناول الأطعمة يسعون إلى إشباع الذوق الجمالي والنواحي الثقافية.

وخلال السنوات الأخيرة شهدت الأطعمة الصينية ما يعرف بحرب الأذواق وحرب الأسعار، حتى وصلت في الوقت الحالي إلى حرب العلامات التجارية، التي أصبحت مؤشراً رئيسياً للثقافة الخاصة بالمؤسسات المختلفة، فالمؤسسة المعنية لم تنجح في كسب الجمهور وإقناعه بعلامتها الخاصة، إلا إذا استطاع المستهلك أن يجد التفاعل والمتعة في استهلاك هذه العلامة، ومن ثم فإن القوة الثقافية ستصبح المنافس الرئيسي للمؤسسات في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrycxwd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"