عادي
ثمارها للفقراء والمحتاجين والجيران

مزرعة.. فروعها في السماء

00:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر

حتا: سومية سعد

الخير والعطاء كانا المحرك له، فكان على يقين بأن التجارة مع الله هي الأفضل في الدنيا، لأن عاقبتها هي الخير، كونها الطريق إلى الثواب الكبير، ولأنه أدرك أن غاية الحياة الدنيا أن يبذل الإنسان جهده في عبادة الله تعالى عبادة خالصة والرضا والقناعة بالنعم الربانية. لذلك قام سعيد سالمين البدواوي، بإنشاء مزرعة حتا وهي مزرعة نخيل وهب ثمارها للفقراء والمحتاجين والجيران، الذين أصبحوا ينتظر ثمارها.. وتلامس هذه المزرعة القائمة بذاتها قلوب ومشاعر الفقراء وهذا أكثر ما يسعد صاحبها.

يقول سعيد بن سالمين البدواوي، إن المساهمة في فعل الخير بما تيسر من قليل أو كثير، هو ما دعانا إليه الحق سبحانه وتعالى، لافتاً إلى أن عمل الخير يضيف له سعادة لا يشعر بها إلا عندما يري شخصاً سعيداً، فالعطاء سعادة ليس لها حدود، ولن يدرك معنى هذه الكلمات إلا من يقوم بذلك العمل، موضحاً أنه اختار زراعة النخيل لأنها مصدر عطاء لمن يهتم بها ويكرمها، وتجود عليه بعطائها ولذيذ ثمارها.

يقول سعيد بن سالمين البدواوي: تعلمنا من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن نسخّر كل الجهود في سبيل تطوير زراعة النخيل بالإمارات، لأن النخلة فيها كل الخير لنا وللأجيال القادمة، فكلما أعطيتها أعطتك أكثر، لافتاً إلى أن المزرعة تضم أشجار نخيل من أجود الأصناف مثل خلاص، برحي، بومعان، خنيزي، فرض، لولو، وغيرها.

ويضيف: «تقع المزرعة في منطقة حتا وبها 3 آلاف نخلة، وتتميز شجرة النخيل بأنها رفيق درب الإماراتيين من قبل ظهور النفط وإقامة الاتحاد، لكن ما تبع تلك الفترة من توسع زراعي كبير لإنتاج محاصيل جديدة، لم يمنع في الوقت الحاضر من الحرص على الاهتمام بالعناصر الزراعية الملائمة للبيئة الصحراوية الجافة، وعلى رأسها أشجار النخيل».

ويواصل: «بدأ مؤخراً توجه جاد من قبل الجهات المعنية والمزارعين للاهتمام بتطوير زراعة النخيل وأساليب تصنيع منتجاتها وتشجيع البحوث العلمية التي تساعد على العناية بهذه الشجرة التي تعتبر مورداً اقتصادياً ومتنزهاً طبيعياً وبإمكانية تحويل ثمرتها وكافة مكونات الشجرة إلى صناعات جديدة».

الرمز الأفضل

يرى سعيد بن سالمين، أن النخلة بكل ما تمثله من عناصر جمالية وكل ما تحمله من خير وبركة، تعد الرمز الأفضل لكيفية تسخير المفردات البيئية لخدمة أغراض المجتمع، حيث شكّلت هذه الشجرة المباركة ولعقود طويلة محوراً اقتصادياً مهماً، اعتمد عليه أهل الإمارات، خاصة سكان المناطق الزراعية، فمنها انطلقت معظم الحرف اليدوية والمهن التقليدية القديمة وبصناعاتها سارت وتطورت عجلة الحياة.

وعن زراعته وعنايته بالنخيل، يؤكد أنه يتم ري أشجار النخيل في المزرعة بالطرق الحديثة، حيث توجه المياه إلى جذور الشجرة مباشرة، وبنسبة مطلوبة من دون هدر أو نقصان، والري المباشر لجذور أشجار النخيل يساعد على نموها في عمق غير محدود داخل التربة، وأيضاً تطورها وزيادة حجم الجذور، حيث إن استخدام التكنولوجيا المبتكرة يساعد على تحقيق الربح من إنتاج التمور، وتوفير موارد المياه.

تقطيع المخلفات

أشار سعيد بن سالمين إلى تقطيع المخلفات الزراعية وتخميرها ضمن حفرة فنية مخصصة لذلك، كي تصبح سماداً عضوياً صالحاً للاستعمال الزراعي، وشدد على أهمية استعمال السماد البقري في تسميد النخيل قياساً بسماد الغنم أو سماد الدواجن، لأن السماد البقري بارد ومفيد للنخلة وللأرض على حد سواء.

أما عن استعمال المبيدات فهي للضرورة القصوى فقط، فالمزرعة خالية من الأمراض والحشرات، ولو احتجنا إلى بعض الرش فهو من باب الوقاية، حيث يقوم عمال المزرعة بارتداء اللباس المخصص لهذا الغرض وفق اشتراطات الصحة والسلامة وحماية البيئة المعتمدة من قبل مركز خدمات المزارعين.

دور اقتصادي

يوضح صاحب المزرعة أن شجرة النخيل كان لها دور اقتصادي مهم في المناطق الصحراوية، حيث تستخدم في كثير من الصناعات الصغيرة التي تُقدم سلعاً من المصنوعات اليدوية، ومواد البناء والتغليف، ولها كثير من الاستخدامات الأخرى مثل: (حطب الحريق، مواد لعمل الأسوار والسقوف، مصدات الرياح، الصناديق، السِّلال، والأعمدة لتشييد المنازل)، وهو ما يشير إلى أن شجرة النخيل والمنتجات المُشتقة منها تُقدمُ دخلاً إضافياً.

ويؤكد أنه المسؤول عن الرعاية والإشراف على المزرعة مع بعض أفراد عائلته، كل هذا مع متابعة مستمرة وضرورية من قبل مهندسين زراعيين وعمال، حيث يقومون بمتابعة النخيل والتربة وجودتها وتحليل التمور، خصوصاً في موسم نضج الرطب، الذي يمتد عادة من شهر يوليو إلى شهر ديسمبر.

اهتمام

لفت سعيد بن سالمين، إلى أن أول من اهتم بالنخلة وأولاها اهتماماً خاصاً، هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قائد النهضة الزراعية، الذي عمل على تطوير زراعة النخيل واتساع الرقعة المزروعة، مؤكداً أن هذا الاهتمام هو الذي أدى إلى دخول الدولة موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في عدد أشجار النخيل، إذ يوجد في الإمارات أكثر من 41 مليون نخلة، وشدد على وجوب الالتفات إلى الاهتمام بزراعة أصناف النخيل ذات الإنتاجية العالية من التمور، وذات المردود الاقتصادي الجيد.

ونوه بأن حياة أي كائن لا تستمر إذا لم تتوافر لها البيئة الملائمة للنمو والتكاثر والإنتاج، وأن زراعة شجر النخيل تتطلب توافر ظروف مناسبة، بدءاً من التربة والهواء، وصولاً إلى الحرارة والضوء والرياح والمياه والعناصر الغذائية، ولفت إلى أن درجة الحرارة والرطوبة تعد من العوامل المهمة خلال مراحل النمو المختلفة للنخلة.

نصائح

يقدّم سعيد بن سالمين بعض النصائح التي من شأنها الإسهام في تحسين زراعة نخيل التمر، وأبرزها، الاهتمام بزراعة أصناف النخيل ذات الإنتاجية العالية، وزيادة الاهتمام بالبحث العلمي في مجالات زراعة وريّ وجني وإكثار النخيل، وضرورة التفات الشركات ذات الصلة بنخيل التمر إلى متطلبات النخلة، وخصوصاً إنتاجها، ودعم البحث فيه، وعدم الالتفات إلى المكسب السريع فقط، إضافة إلى تكثيف الجهود وتوحيدها بين مختلف مؤسسات الدولة المحلية والاتحادية، لوضع برامج مكافحة متكاملة للآفات التي تصيب أشجار النخيل..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6x5ett

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"