القاهرة: «الخليج»
تنافس أسرة روماني عجايبي في مدينة الأقصر جنوب مصر، المسلمين في تنظيم واحدة من أكبر موائد الإفطار في المدينة الأثرية، بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، ما جعلها تنافس نظيراتها من الموائد التي تنظمها عائلات مسلمة طوال شهر الصيام.
ويقول مرقص، وهو أحد الشباب الأقباط المشاركين في الخدمة على مائدة إفطار عائلة عجايبي: «منذ كنت صبياً صغيراً، وأنا أسمع عن تلك المائدة العامرة، التي تنظمها عائلة عجايبي، وهي واحدة من أقدم العائلات التي سكنت الأقصر منذ عقود بعيدة، قبل أن تتاح لي فرصة الخدمة على هذه المائدة منذ نحو ثماني سنوات، لأستكمل ما بدأه عدد من شباب أسرتي منذ أكثر من 20 عاماً، حيث نقوم بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين في محافظة الأقصر».
لا تكتفي عائلة عجايبي بتقديم وجبات الإفطار الساخنة للصائمين من المساكين وعابري السبيل في قلب مدينة الأقصر، لكن نشاطها يمتد إلى توزيع وجبات الإفطار على شرائح أخرى مثل المرضى الصائمين في المستشفيات وأسرهم الذين يرافقونهم، بل وتوصيل الوجبات الساخنة إلى كثير من البسطاء في بيوتهم، خصوصاً تلك الفئات من الناس التي تتحرج من الجلوس على موائد الرحمن التي تنتشر في العديد من الأحياء الشعبية في مصر، طوال الشهر الفضيل، ويقول مرقص: «تربينا على المحبة، وأنه لا فرق بين مسيحي ومسلم، فنحن نجلس ساعة الإفطار على مائدة واحدة».
تجهز عائلة عجايبي ما يزيد على 300 وجبة إفطار، لتوزيعها على الصائمين يومياً، بالإضافة إلى توزيع عدد من الوجبات على الجمعيات الخيرية فى مدينة الأقصر، ويقول مرقص: «نعد وجبات الطعام بجودة عالية، عبر شراء أفضل السلع والمواد الغذائية، من أجل إعداد وجبات الطعام لتوزيعها على الصائمين، وقد تعلمنا من المسلمين أننا لن ننال البر حتى ننفق مما نحب، وأن نأكل معاً مما نأكله في بيوتنا».
تمتد موائد الرحمن في مصر، طوال أيام الشهر الفضيل، فتملأ ببهجتها الساحات في مشهد لم تغيره الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، لتؤكد مصر جدارتها بواحدة من أروع صور التكافل الاجتماعي العابرة للأديان والعرقيات، عبر أكثر من أربعين ألف مائدة تتوزع على جميع المحافظات.
