عادي

الإفطار في الهواء الطلق نزهة روحية

00:51 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: مها عادل

يتزامن قدوم شهر رمضان، هذا العام، مع بداية إجازة الربيع بالمدارس والجامعات، ومع حلول الطقس المعتدل والأجواء المنعشة بالدولة، ما يحفز على الاستمتاع بالطبيعة الخلابة، واكتسب طقس التجمعات العائلية طابعاً أكثر حيوية وروحانية؛ حيث اختار كثير من العائلات إعداد المائدة الرمضانية خارج جدران المنازل، لتكون بين الطبيعة الخلابة في حدائق دولة الإمارات المبهجة وشواطئها وصحاريها التي اكتست بخضرة خفيفة، بعد أمطار الخير هذا الشتاء.

وتقول دانية فتحي، ربة بيت: «قررت أن أستفيد من الصدفة الجميلة التي تتحقق هذا العام في شهر رمضان؛ حيث يتزامن قدوم الشهر الكريم مع إجازة الأولاد في المدارس والجامعات، ما يجعل فرحتنا برمضان مضاعفة، والوقت الذي يجمعنا كأسرة أطول وأكثر بركة، حيث يتحرر الأبناء من عبء الاستيقاظ مبكراً، والركض خلف مواعيد الدراسة طوال اليوم؛ لذلك اتفقت مع زوجي وأبنائي وبعض العائلات من أصدقائنا أن تكون تجمعاتنا وعزوماتنا في شهر رمضان خارج البيوت في أماكن مفتوحة تسر العيون وتسعد النفوس».

وتضيف: «أعددنا جدولاً لأيام التجمعات نتنقل فيه بين حدائق دبي مثل الخور وزعبيل والصفا والممزر، وأعتقد أن هذه التجمعات المفعمة بالحيوية تسمح لنا بتجديد طاقاتنا وتغيير روتين الحياة، وتكتسب مائدة رمضان الخلوية المزيد من الفرحة للكبار والصغار؛ حيث يستطيع الأطفال الاستمتاع بالألعاب المتوفرة بالحدائق، وقضاء أوقات من المرح والابتهاج الذي سيرتبط دوماً بأذهانهم بالشهر الفضيل، وتكوين ذكريات سعيدة، مثل ذكرياتنا عندما كنا نلعب ونحن صغار بالفوانيس».

أما أماني بدر، موظفة بدبي، فتختلف مع الرأي السابق وتقول: «رغم أن الطقس حالياً مثالي للرحلات الخلوية، إلا أنني أرفض فكرة تناول الإفطار في الحدائق والمنتزهات، فمائدة الإفطار الرمضانية لها طابعها الخاص وطقوسها التي نحرص على اتباعها خلال الأيام المباركة، لابد من تناول الحساء وشرب العصائر المنعشة والصلاة ثم الالتفاف حول مائدة الطعام بالبيت، ولا أعتقد أن تحويل وجبة الإفطار الرمضانية إلى رحلة ترفيهية تناسب رؤيتي لأجواء الشهر الكريم، كما أنني أرفض الخروج لتناول الطعام في الخيام الرمضانية أو الأماكن العامة خلال شهر رمضان، فهو شهر عبادة؛ لذلك لا أخرج كثيراً خلال أيامه، وهناك أماكن محدودة أزورها، وهي بيوت بعض الأقارب والأهل، صلةً للرحم».

وتضيف أماني: «أعتقد أن مشاكل تعترض فكرة الإفطار الخلوي في رمضان، فوجباته تكون ساخنة عادة، وتبدأ بالشوربة، وتتضمن العديد من الأكلات التقليدية التي تستغرق النهار في إعدادها، وهناك صعوبة في نقل كل هذه الأطعمة والمشروبات والكراسي وأدوات المائدة إلى الخارج، فهي مشقة تقلل من بهجة مائدة رمضان التي أبذل الكثير من الوقت والجهد في إعدادها وتزيينها».

طقوس استقبال

أما سلطان الجاسم – طالب بعجمان – فيقدم رؤية مختلفة، ويقول: «قبل قدوم شهر رمضان بأيام أعددت حديقة منزلنا لاستقبال طقوس الشهر الكريم في هذا الجو المعتدل، وأضفت ركناً خاصاً للشواء في الحديقة، وطاولة للقهوة وزينات رمضانية وتوصيلات للتلفاز؛ لأتمكّن من نقله إلى الحديقة، وقتما نشاء للاستمتاع بالسهرات الرمضانية بالهواء الطلق، كل هذه الاستعدادات لنستمتع بالجلوس خارجاً أثناء تناول الإفطار في رمضان، خصوصاً أن هذه الفترة من العام تتمتع فيها بلادنا بطقس معتدل رائع ليس له مثيل في العالم، فلدينا أجمل شتاء وأفضل ربيع، ولذلك فتناول الإفطار في الهواء الطلق يساعدنا على الاستمتاع بهذه النعم التي أنعم الله بها علينا، خصوصاً أن حديقة منزلنا تتميز بمساحة جيدة تسمح بذلك، فزينتها بالفوانيس والأنوار وزينة رمضان المبهجة حتى يكون تجمعنا حول مائدة الإفطار مميزاً وممتعاً، لإدخال السرور على والديّ دون الحاجة لبذل الجهد أو مغادرة المنزل».

ويضيف: «اتفقت مع أصدقائي من الشباب على ترتيب بعض التجمعات في البر، بحيث تمتد من الإفطار حتى السحور، وكم يكون أداء الصلوات جميلاً في هذه الرحلات بين الصحراء والجبال وتحت قبة صافية من النجوم، ففي هذه الطبيعة البكر يصفو الذهن وتتشبع مشاعرنا بالسلام النفسي والسكينة التي يتّسم بها الشهر الكريم».

منعطف للتغيير

تتحدث مي محمد، عن خطتها وأسرتها للاستفادة من شهر رمضان كمنعطف للتغيير، وتحسين الصحة وروتين الحياة، وتقول: «تزامن الشهر الفضيل مع المناخ البديع، يساعدنا على تحقيق خطتنا لتحسين صحتنا برمضان والحفاظ على اللياقة وعدم الوقوع فريسة لزيادة الوزن؛ لهذا فقد قررنا تناول الإفطار أكثر من مرة بالأسبوع على أحد شواطئ دبي المجهزة بكل الخدمات التي نحتاج إليها؛ حيث نتمكن من ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات قبل الإفطار على الممشي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33tdu4p5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"