السلام في العلاقات

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

يواجه بعض الناس مشكلة في قبول الآخرين، مثل التأقلم في مجموعة ما، أو التعامل مع زميل جديد، أو رئيس استقر حديثاً في العمل. ومع أنه لا يمكننا أن نلوم أحداً ما، لعدم تقبله لهذا أو ذاك، إلا أنه في أحيان أخرى، قد تكون هنالك إمكانية للتقبل، وما يحدث هو اختيار الأسهل، بالرفض وعدم التقبل.
استحضر كلمات، قد تكون قاسية، للكاتب الشهير دانييل ميلر، مؤلف أحد أكثر الكتب مبيعاً في العالم، لكنها قد توضح جانباً من الموضوع، قال فيها: «هناك سبب وجيه لاعتبار الكلاب أفضل صديق للإنسان، تقدم لنا القبول غير المشروط! حتى عندما نكون غاضبين منها أو نسيء معاملتها، فإنها تقبلنا، لكن مع البشر، هذه قصة مختلفة تماماً. نحن لا نتقبل الآخرين تقريباً، لا سيما عندما يزعجوننا بعاداتهم وصفاتهم المزعجة».
 قد يرى البعض أن هذا يعد أمراً طبيعياً، فلماذا نتقبل أولئك الذين يزعجوننا ببعض السلوكات أو الاهتمامات التي لا تشدنا؟ لكن عندما نفكر بالموضوع، وننظر له بدقة وتمعن، فإننا قد نجد أنه يحمل في طياته العديد من الجوانب التي سوف تنعكس بشكل إيجابي. أضاف ميلر في مقولته تلك، عن فوائد قبول الناس كما هم: «إنها تمكنك من تنمية ذاتك بشكل كبير، لأنها تغير تركيزك من الناس إلى تركيزك على تطوير نفسك، وتعزيز مهاراتك ومواهبك الفريدة، وتحسين أوجه القصور لديك».
 إن المقصود في ذلك أننا نبذل جزءاً من وقتنا وطاقتنا، وهي أمور ثمينة، في محاولة تغيير الناس أو الشعور بالغضب من تصرفاتهم المزعجة، بينما يمكننا أحياناً تقبل بعض تصرفاتهم كما هي. هذا كله بالطبع لا يعني أن تساير، السلوك أو التصرف المؤذي.
‏ ‏يقول ميلر في الخاتمة: «أدرك أن قبول سمات الناس وخصوصياتهم المزعجة وما شابه ذلك يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً. مع ذلك، إن قبول الأشخاص كما هم لا يعني أنه يجب عليك الإعجاب أو التغاضي عن طرقهم المزعجة، ولكن عليك ببساطة أن تتقبل أن هذا هو ما هم عليه وأنك عاجز عن تغييرهم. فلماذا تهدر كل الوقت والطاقة والصفاء في المحاولة؟».
أقترح أن ننشر ثقافة تقبل الآخرين كما هم.. وقتك وطاقتك جديران بأمور مفيدة ومهمة لك، وليس لتضييعهما في جوانب غير قابلة للتغيير.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3n8ssn3u

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"