شل أكبر إضراب من نوعه منذ عقود ألمانيا، وسط مطالبات بزيادة الأجور، بينما جمع المستشار الألماني أولاف شولتس قادة ائتلافه الحكومي في خضم توتر متصاعد بينهم، في وقت تحاول فيه الحكومة الفرنسية نزع فتيل احتجاجات متفاقمة منذ أسابيع.
شلل عام
ففد أصيبت المطارات ومحطات الحافلات والقطارات بالشلل في جميع أنحاء ألمانيا، صباح أمس الاثنين، خلال أحد أكبر الإضرابات منذ عقود، ما تسبب في إرباك ملايين الأشخاص في بداية أسبوع العمل.
ويأتي الإضراب في وقت تعاني فيه ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، التضخم. والإضراب المقرر لمدة 24 ساعة، ودعت إليه نقابة فيردي العمالية ونقابة «إي.في.جي» لعمال النقل، هو الأحدث في إضرابات مستمرة لأشهر أضرت بالاقتصادات الأوروبية الكبرى، حيث أثّر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في مستويات المعيشة.
وعلّق اثنان من أكبر المطارات في ألمانيا، وهما ميونيخ وفرانكفورت، الرحلات الجوية، في حين ألغت شركة دويتشه بان المشغلة لخدمات السكك الحديدية، رحلات المسافات الطويلة. وأطلق عمال مشاركون في الإضراب يرتدون سترات حمراء، أبواقاً وصفارات في محطة قطار خالية في ميونيخ.
ويضغط الموظفون من أجل رفع الأجور لتخفيف آثار التضخم الذي وصل إلى 9.3% في فبراير/شباط.
اتجاه حكومي للتهدئة
وقبل يوم التعبئة العاشر ضد إصلاح النظام التقاعدي الذي يرفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن أنها تعتزم إجراء مشاورات بهدف «تهدئة البلد».
وشدّدت على أنها منفتحة على الحوار مع كل الشركاء الاجتماعيين،وقالت:«علينا أن نجد السبيل الصحيح (..) نحتاج إلى تهدئة الأمور».
وبدأت سلسلة واسعة من المشاورات على مدى ثلاثة أسابيع اعتباراً من امس الاثنين، مع نواب وأحزاب سياسية وممثلين محليين وشركاء اجتماعيين إذا أرادوا ذلك.
إلغاء الإصلاح أولاً
وكرّر الأمين العام لنقابة «سي أف دي تي» الإصلاحية لوران بيرجيه موقفه، الاثنين، داعياً الحكومة إلى اتخاذ «خطوة قوية بشأن النظام التقاعدي»، مشيراً إلى أنه لن يقبّل «يد (بورن) الممدودة» إلا عند «وضع الإصلاح جانباً».
وقال رئيس حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون: «هناك طريقة سهلة جداً للحصول على التهدئة تتمثل في سحب النص» الإصلاحي.
(وكالات)
