رمضان

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هلّ علينا هلال شهر رمضان المبارك كما يهل دائماً بكل روحانيته وبركاته ونفحاته الإيمانية، فهل جهاتنا المختلفة مستعدة له أتم الاستعداد بما يتناسب مع خصوصيته وطبيعته، خصوصاً الإعلامية منها وبالذات محطاتنا الفضائية المحلية والخليجية والعربية، فقد دخلت في سباق محموم لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه ويساعد الصائمين على صيامهم ويمنحهم الإحساس برمضان وماهية السر الذي من أجله فرض الله علينا صيامه وقيامه.
 سباق محموم تسابقت كل المحطات على اختلاف مشاربها لتقديم الجديد والحصري من المسلسلات المتنوعة المختلفة منها الاجتماعية والترفيهية والكوميدية والمسيسة التي تساعد على الهضم والسهر والتسمر أمام شاشة التلفاز ساعات وساعات مما يخفف من تعب الصيام والعطش طوال النهار، إضافة لكثير من البرامج الفكاهية والترفيهية ذات البعد المسلي الذي يجعل مساء رمضان سهلاً يسيراً كله «فرفشة» ومتعة، إضافة إلى برامج المسابقات المختلفة التي تتسابق المحطات على بثها ليكسب من يكسب الدراهم والدنانير والريالات، فشهر رمضان شهر بركة وخير وعطاء.
 وسارعت معظم المحطات دون أن يفوتها شيء لتنويع ما تقدمه فقدمت وجبة من البرامج المخصصة في الطهي وأنواع الأطعمة، وذلك لتنويع مائدة الصائمين وفتح شهيتهم للإفطار بما لذ وطاب، بعد عناء صيام النهار كله. أما الفنادق فقد شمرت عن ساعد الجد ليكون لها سهمها في تكريم هذا الشهر الفضيل، فأقامت الخيم والجلسات التي تقدم فيها وجبات الفطور وما بعد الفطور حتى السحور مع دخان الشيشة والطرب والتطريب، مما يعطي هذا الشهر مذاقاً يختلف عن كل الشهور
سباق محموم لإضاءة درب الصائمين ومساعدتهم على تحمل مشقاته، وتيسير السبل أمامهم لتمضية وقته بما يتوافق معه، صرفت ملايين الملايين من أجل إسعاد المشاهد الصائم الذي كان ينتظر مرور السنة ليقبل رمضان بأشهى وأمتع المسلسلات التي تسر الناظر وتطرب الأذن وتنمي الفكر والوجدان.
هلّ علينا رمضان بكل قدسيته ومكانته وروحانيته وهكذا تم استقباله وبكل حفاوة وترحاب، هلّ وكأنه موسم للمسلسلات والمسابقات والترفيه والخيام التي يعتبرها البعض سباقاً سنوياً لا بد من خوضه. هلّ علينا ونحن نزداد كل سنة في إخراج أسوأ ما في جعبتنا تجاهه، نتعامل معه بما يفقدنا نحن قبل كل شيء الإحساس والروحانية والقيم الدينية والاجتماعية الأصيلة.
رمضان ليس مجرد شهر نمارس صوم نهاره ونفطر مع مغيب شمسه، رمضان أكبر وأعز وأجل من ذلك، وروي عن المصطفى صل الله عليه وآله وسلم أنه قال: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر».
اللهم أعنا على صيام هذا الشهر الكريم وقيامه وحسن عبادتك على النحو الذي يجعلك راضياً عنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p93k6re

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"