عادي
خطط للتوسع في الأسواق الخارجية

عسل من مرارة المعاناة

23:48 مساء
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: مهند داغر
داخل متجر إماراتي مئة في المئة، يلفت انتباه الزوار المزج بين أصالة العسل في الماضي وتطور إنتاجه في الوقت الحالي، حتى حصلت منتجاته على علامة التميز من الجهات المختصة. أما البن فلا يتعامل معه المتجر على أنه مجرد مشروب، بل باعتباره طقساً اجتماعياً وهوية وإرثاً حضارياً وتاريخياً وثقافياً عريقاً، يرتبط معه الماضي بالحاضر، ويستوطن الروح، لذا لا يبيع إلا أجود الأنواع، غير أن المتجر لم يصل إلى هذا المستوى بين عشية وضحاها، بل بعمل وجهد قارب 12 عاماً، ووصفت صاحبة المتجر زمزم النعيمي، هذه المدة «بالرحلة» التي تروي تفاصيلها ل «الخليج».

تقول المواطنة زمزم النعيمي: «بدأت رحلة المشروع في عام 2011 من إمارة أبوظبي، مع طموح كبير للوصول إلى العالمية، وذلك من خلال خطط قائمة حالياً على التوسع في دول الخليج العربي والشرق الأوسط وأوروبا.

وتؤكد أنها تهتم بالتفاصيل الدقيقة التي لا تخلو من التميز في إنتاج العسل، ما أهَّلها للحصول على علامة تميز من الجهات المختصة بنسبة سكر «صفر %» في العسل العضوي الذي يعتبر واحداً من أجود أنواع العسل على الإطلاق.

وحول انطلاق فكرة المشروع، تشير النعيمي إلى أن المعاناة هي التي دفعتها لفكرة المشروع، حيث عانت جراء حساسية الصدر مدة تزيد على 6 سنوات، وتناولت العديد من العلاجات والأدوية على مدار تلك السنوات، لكن جميعها لم يأت بأي نتيجة، حتى وجدت ضالتها في العسل الطبيعي، استناداً إلى الآية القرآنية: «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس». (النحل: 69).

وتوضح أن شفاءها من مرضها بعد تناول إحدى خلطات العسل الطبيعي، ألهمها فكرة إقامة مشروع خاص لإنتاج العسل الطبيعي العضوي، إلى جانب بيع منتجات القهوة عن طريق البن الأصيل المستخرج من منطقة بن غمدان في وادي مهرب باليمن، الذي يوجد على ارتفاع 2600 متر عن سطح البحر.

ولفتت إلى خطوة مهمة جداً في مشروعها وتقول: «قبل البدء بالمشروع التجاري تم أخذ فكرة عن حاجة السوق بشكل مستمر للمنتج، الأمر الذي دفعني لمعرفة أي نوع عسل هو الأكثر طلباً من أجل توفيره بأكبر قدر ممكن، مع الأخذ في الاعتبار تجهيز المحل المناسب، بحيث يجذب الانتباه من خلال تجهيزه بكافة المستلزمات والديكورات المناسبة مثل الرفوف الزجاجية والخشبية والإنارة الجذابة، وتوزيع العسل بأنواعه المختلفة على الرفوف والمكتبة الزجاجية الخاصة بالعرض».

وتتحدث النعيمي عن رحلة النجاح، التي نتج عنها افتتاح فروع في أبوظبي ودبي، مشيرة إلى هذا النجاح تحقق بفضل الدعم الكبير الذي تلقته من صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي وسع آفاق مشروعها وساعده على العبور إلى منافذ بيع جديدة بهدف الوصول إلى كميات تسويقية أكبر لمنتجاتها.

وتضيف: «منذ سماعنا بصندوق خليفة الذي يعمل على تطوير المشاريع وتشجيع ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بدأنا التسجيل في برنامج الصندوق في عام 2019، وحصلت على العديد من برامج الدعم والتسهيلات، حيث تم مساعدتي من قبل الصندوق في تخفيض رسوم التسجيل لدى بعض مراكز البيع الكبيرة مثل (جمعية أبوظبي التعاونية واللولو هايبر ماركت)، كما أن لديها (كشكاً) لبيع العسل والبن والأعشاب الطبيعية في (قصر الإمارات) بأبوظبي».

وتوضح: «ساعدنا صندوق خليفة في تخفيض الرسوم بالجمعية التعاونية في أبوظبي من 20 ألفاً إلى 10 آلاف درهم، كما تم تخفيض رسوم تسجيل الشركة في (اللولو هايبر ماركت) من 50 ألفاً إلى 10 آلاف درهم، إضافة إلى أنه تم التواصل معنا من أجل تفعيل مشاركتنا في المهرجانات الخاصة بالصندوق، إلى جانب أنشطة أخرى في أبوظبي ودبي».

ولم تُخْفِ النعيمي الصعوبات التي واجهتها، وأهمها طريقة كسب ثقة الزبون بسبب المنافسة الكبيرة في السوق المحلي لهذا المنتج، مع وجود عشرات العلامات التجارية لمنتجات العسل من حيث النوعية وبلد المنشأ، كما شكلت إيجارات المحال التجارية المرتفعة عقبة إضافية لها في بداية تأسيس المشروع.

وأكدت أن ثقة العملاء هي أهم عوامل الاستمرار ومواصلة النجاح وتقول: «دائماً أحرص على أن يكون الزبون راضياً تماماً على ما نقدمه من منتجات، من خلال بناء الثقة بيننا وبين الزبائن منذ اللحظة الأولى التي يشعر فيها بأنه تتم معاملته بأسلوب مميز من حيث التحدث مع العميل والاهتمام بتفاصيل كل زبون، مما يشعره بأنه مميز جداً ويتم التعامل معه بأسلوب حصري».

وتؤكد زمزم النعيمي فوزها بالعديد من الجوائز، لاسيما في مهرجان «الذيذ للتمور» على صعيد جودة البن، الذي ينمو بصورة طبيعية عن طريق الأمطار، ومن دون أي أسمدة أو مواد كيماوية، كما يتم تعبئة المنتج بالنيتروجين وتركيب صمام لتبقى القهوة طازجة بشكل دائم، ومن أجل الحفاظ على نفسها من الأكسدة، وبالتالي الحفاظ على نضارتها.

وتشير إلى حصولها على علامة تسجيل علامة تجارية من وزارة الاقتصاد تحت اسم «خيرات اليمن»، كما أنها تعتمد على العديد من الخلطات لمعالجة الأمراض، ولتعزيز المناعة في الجسم، عبر ما يسمى ب«الطب البديل»، ومن بينها خلطات طبيعية لتعزيز مناعة الجسم، وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية وعلاج الفطريات وأمراض الربو وتخفيف الوزن عبر مزيج من الأعشاب لتعزيز الشعور بالشبع وتقليل رغبة الجسم في تناول الحلويات والسكريات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4xa38u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"