أيادٍ مباركة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

من أجمل المظاهر التي تتزين بها المناطق في مختلف إمارات الدولة خلال شهر رمضان، والتي تطغى بمعانيها العميقة والإنسانية النبيلة على جمال وبريق الزينة الرمضانية التي نحب جميعاً استقبال الشهر الفضيل بها، ونسيّج بها بيوتنا لتتألق بأبهى حلة.. أجمل من تلك الزينة والأضواء، هي الخيام التي تنتشر في رمضان، والهدف منها توفير وجبات طعام للصائمين المحتاجين إلى من يمد لهم يد العون. 
كيفما مشيت، وأينما توجهت، لا بد أن تجد خيمة هنا وأخرى هناك، ولأنك في الإمارات فلا بد أن يكون للأفراد دور بجانب ما تقوم به المؤسسات الرسمية والعامة من حملات في سبيل إطعام أكبر عدد ممكن من الناس خلال هذا الشهر الفضيل، لذا بات من المعتاد أو من الطقوس الرمضانية الجميلة أن ينصب كثيرون الخيام بالقرب من منازلهم، ولا يعتمدون على ما تقدمه المؤسسات من مساعدات للمحتاجين، بل يبادرون بأنفسهم إلى تجسيد كل معاني الخير التي تشتهر بها هذه الدولة منذ تأسيسها، يقدمون وجبات الإفطار للصائمين، طوال شهر رمضان المبارك، فتمتلئ تلك الموائد بالقادمين إليها من جنسيات مختلفة، وتستكين القلوب وتفيض بمشاعر العرفان والامتنان.
هكذا يجسدون المعنى الحقيقي لشهر الخير والبركة، فيلتقون على خط واحد مع صناع الخير، وما أكثرهم في الإمارات، كما يلتقون مع مبادرات ومشروعات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المتعلقة بشهر رمضان، والتي بدأت تنفيذها بتوزيع وجبات إفطار صائم ووجبات كسر الصيام في العديد من المواقع في مدينة أبوظبي وضواحيها، وذلك ضمن حملتها لهذا العام والتي تأتي تحت اسم «رمضان.. عطاء مستمر».
آلاف الصائمين يتوافدون على الخيام لتناول طعام الإفطار في رمضان، لذا تنشر هيئة الهلال الأحمر الخيام الرمضانية في أماكن متفرقة، خصوصاً قرب المساجد وفي الأماكن التي تكتظ بالناس وفي المناطق التي يسكنها العمال، كي تسهل على هؤلاء الصائمين وتضمن تمكنهم من الوصول وقت الإفطار إلى الخيام. 
مباركة تلك الأيادي التي تمتد لإطعام جائع، ووفق الهيئة، سيستفيد نحو ٧٠٠ ألف شخص من برنامج إفطار صائم على مستوى الدولة، بقيمة ٧ ملايين درهم، فيما يستفيد ٥١ ألفاً و٢٠٥ أشخاص من المير الرمضاني الذي يوفر الاحتياجات الغذائية الرئيسة للأسر المتعففة وأصحاب الحاجات.. هذا على صعيد خيام هيئة الهلال الأحمر فقط، ما يعني أن الخيام التي يشيدها الأفراد تزيد الخير خيراً، وتنضم إلى قوافل الخير التي لا تتوقف ولا تنقطع في الإمارات طوال الأيام، فكيف ونحن في شهر الخير والعطاء؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yph5yj7y

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"