قريباً من الخط الأحمر

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس، أن خطر لجوء موسكو إلى السلاح النووي في أزمة أوكرانيا تضاءل؛ لأن المجتمع الدولي «رسم خطاً أحمر» لروسيا على هذا الصعيد.

يومها اعتبر شولتس أن متغيراً مهماً طرأ على الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو توقف موسكو عن التهديد باستخدام السلاح النووي التزاماً بهذا الخط الذي شاركت الصين  حسب المستشار الألماني  في وضعه.

ومعلوم أن التهديد باستخدام السلاح النووي في الأزمة جرى على ألسنة الروس منذ البداية.

وشهدت الأشهر الأولى من الصراع في أوكرانيا وضع مسؤولين روس هذا السلاح على قائمة خيارات بلادهم المفتوحة على الدوام، ضمن مناورات إدارة المعارك بوجهيها العسكري والسياسي.

وسبق حديث المستشار الألماني بأيام، تلميح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن بلاده لن تستخدم السلاح الذري إلا إذا تعرضت لهجوم نووي.

وقال بوتين: «نعتبر أسلحة الدمار الشامل، والسلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع استخدامها يستند إلى ما نسميه الضربة الانتقامية؛ أي أننا إذا ضُربنا نضرب رداً على ذلك». وعلى الرغم من ذلك، حذر بوتين في الوقت نفسه، من أن «خطر اندلاع حرب نووية يتزايد».

بعد أكثر من ثلاثة أشهر ظهر فيها الموضوع النووي وتوارى سريعاً مرات، يعود هذه الأيام إلى دائرة الجدل السياسي، بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى.

بوتين أعلن يوم السبت الفائت، أن موسكو تعتزم نشر أسلحة نووية «تكتيكية» على أراضي بيلاروسيا المجاورة. وأفاد بأن عشر طائرات باتت مزوّدة بهذا النوع من الأسلحة وجاهزة للاستخدام.

وبرر بوتين هذا التوجّه في مقابلة مع التلفزيون الروسي باعتياد الولايات المتحدة فعل ذلك منذ عشرات السنين، ونشرها منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها.

لم يصل بوتين بعد إلى الخط الأحمر الذي أشار إليه المستشار الألماني أولاف شولتس، في ديسمبر/كانون الأول، لكنه أصبح قريباً منه، فالطواقم الروسية المعنية يبدأ تدريبها في مطلع أبريل/نيسان، قبل إنجاز مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا في الأول من يوليو/تموز.

إذاً هي خطوة جديدة تعمّق أبعاد الصراع، وتجلي مرة أخرى، حقيقة أنه مواجهة غير مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، التي قالت إنه لا مؤشر لديها على عزم بوتين الاستعانة بأسلحته النووية في أوكرانيا، وبالتالي لا «تغيير في تموضعها على صعيد الردع الاستراتيجي».

الصرخة  كالعادة  جاءت من أوكرانيا بالدعوة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمواجهة هذا «الابتزاز النووي»، وإعلان انتظارها «إجراءات فعالة من المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا» لا توقف موسكو فقط، وإنما تتوعد بيلاروسيا أيضاً ب«عواقب وخيمة» إذا قبلت نشر أسلحة نووية روسية.

جدياً وبخطوات مجدولة زمنياً، يقترب بوتين من الخط الأحمر ب«محاولة جديدة للترهيب النووي» بوصف الحكومة الألمانية، ويستشعر الاتحاد الأوروبي الخطر، فماذا لو تجاوزت موسكو هذا الخط؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2a7due

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"