عادي

13 ألف شرطي فرنسي لتأمين عاشر أيام «احتجاجات التقاعد»

17:41 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس - أ ف ب

نشرت فرنسا، الثلاثاء، 13 ألف شرطي في اليوم العاشر من التظاهرات ضدّ إصلاح النظام التقاعدي الذي تقابله معارضة شعبية كبيرة، في جوّ من التوتر المتنامي، وسط ازدياد أعمال العنف التي تعمل الحكومة على تهدئتها، لكن دون جدوى.

وتفاقمت الاحتجاجات ضد التعديل الذي طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، مذ تبنّت الحكومة النصّ دون تصويت في الجمعية العامة، فيما لم تؤَدِّ اقتراحات بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة.

ومذَّاك الحين، شهدت التظاهرات أعمال عنف متزايدة، وأُصيب خلالها عناصر في الشرطة والدرك ومثيرو الشغب ومتظاهرون وأُحرقت مبانٍ عامة. أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الثلاثاء، نشر «13 ألف شرطي بينهم 5500 في باريس»، في تعزيزات «غير مسبوقة». وأكّد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الثلاثاء، أن الحكومة «حصن ضدّ العنف غير المشروع».

* قطع الطرقات

في الموازاة، يستمر قطع الطرق والإضرابات والتظاهرات منذ أيام عدة، ما تسبّب باضطرابات في إمدادات الوقود في بعض المناطق وعلى بعض الطرق ومستودعات الخدمات اللوجستية. وقُطعت طرقات، الثلاثاء، حول رين ونانت (غرب)؛ حيث كانت حركة المرور صعبة جداً. وشهدت حركة القطارات اضطرابات كبيرة. وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران مجدداً إلغاء بعض رحلاتها الخميس والجمعة، لا سيّما في مطار باريس-أورلي، بسبب الإضرابات.

ونفد الوقود أو الديزل في أكثر من 15% من محطات الوقود في فرنسا الاثنين. وتخنق آلاف الأطنان من القمامة شوارع باريس بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إضراب جامعي القمامة.

* دعوة للتهدئة

في ظلّ تصميم الحكومة على موقفها بشأن الإصلاح، تشدّد هذه الأخيرة على رغبتها في «التهدئة». والاثنين، التقى ماكرون، الذي تراجعت شعبيته بشدّة، رئيسة الوزراء إليزابيت بورن ومسؤولين في الأغلبية، من رؤساء أحزاب ووزراء ونواب.

وبحسب تصريحات نقلها مشارك في اجتماع الاثنين، شدّد ماكرون على ضرورة «مواصلة التواصل» مع النقابات، واتهم حزب «فرنسا الأبية» اليساري الراديكالي بالسعي إلى «إزالة الشرعية» عن المؤسسات.

وفي استطلاع أجرته مجموعة «أودوكسا»، 30% فقط من المشاركين يعتبرون أن ماكرون رئيس «جيّد»، بتراجع من ستّ نقاط مئوية خلال شهر، فيما ينظر إليه 70% من المستطلَعين بسلبية.

وأوضحت بورن، الأحد أنّها حدّدت هدفين بعد تبنّي النص دون تصويت بموجب إجراء دستوري يتمثلان ب«تهدئة البلاد في مواجهة التوترات، وتسريع الاستجابة لتوقعات الفرنسيين». واعتباراً من الاثنين، بدأت سلسلة واسعة من المشاورات على مدى أسابيع مع نواب والأحزاب السياسية ومسؤولين محليين وشركاء اجتماعيين إذا أرادوا ذلك.

*«يراهن على تلاشي»

لكن النقابات، التي حذرت من تحول الاحتجاجات إلى حركة اجتماعية خارجة عن السيطرة، لا تنوي التراجع. والثلاثاء، طالب الأمين العام لنقابة «سي إف دي تي» لوران بيرجيه الحكومة بإقامة «وساطة» من أجل «إيجاد مخرج». وأضاف: «ما تطرحه النقابات هو بادرة تهدئة». وأعلن الأمين العام لنقابة «سي جي تي» فيليب مارتينيز، أن النقابات «سترسل رسالة إلى رئيس الجمهورية» لمطالبته مجدداً ب«تعليق مشروعه»، فيما يتهم معارضون يساريون، منهم القيادي في الحزب الشيوعي فابيان روسيل، ماكرون بأنه «يراهن على تلاشي» الحركة الاجتماعية.

وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية: «نعتمد اقتراح لوران بيرجيه بالتحدث، لكن بشكل مباشر. لا حاجة للوساطة».

وتتوقع الاستخبارات في المناطق الفرنسية، أن «ما بين 650 ألفاً و900 ألف سيتظاهرون في فرنسا، الثلاثاء، بمن فيهم 70 ألفاً إلى مئة ألف في باريس وحدها»، حسبما ذكر مصدر في الشرطة.

ويقول لوان (15 عاماً) وهو طالب في ثانوية لافوازييه الباريسية: «الهدف هو تقديم الدعم للمضربين عن العمل والسماح للناس بالمشاركة في التظاهرات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kt5yn8y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"