عادي

«سره الباتع» يعيد إحياء ذكرى أبطال المقاومة الشعبية في مصر

17:09 مساء
قراءة دقيقتين
القاهرة: «الخليج»
يُحيِى مسلسل «سره الباتع» للمخرج خالد يوسف، على الرغم من موجة الانتقاد التي تعرض لها منذ بدء عرضه مع بداية شهر رمضان، العديد من قصص المقاومة التي خلدتها الذاكرة الشعبية في مصر، خلال نهايات القرن الثامن عشر، ومن بينها العديد من القصص الشفاهية التي تناقلتها الأجيال على مدار عقود، عن العديد من الأبطال الشعبيين الذين قاوموا الحملة الفرنسية، قبل أن يطوي النسيان هؤلاء الأبطال.
وتتشابه قصة «السلطان حامد» البطل الرئيسي في مسلسل «سره الباتع» إلى حد كبير، مع قصة أحد أبطال المقاومة الشعبية الذين تصدوا للحملة الفرنسية في محافظة المنوفية، وهو البطل الشعبي المعروف باسم «أبو شعير»، والذي أفردت صحف الأربعينات في القرن الماضي له، مساحات كبيرة، للتغني ببطولاته في مواجهة الحملة الفرنسية؛ حيث يبدو «أبو شعير» في العديد من الروايات الشفاهية التي تحدثت عن بطولاته، أقرب ما يكون إلى أحد أبطال السير الشعبية المعروفة، وهي بطولات تليق بحسب ما ذهب كثير من الرواة برجل أذاق الفرنسيين مختلف ألوان العذاب، طوال فترة بقائهم في مصر.
ويروي الباحث إبراهيم المصري جانباً من قصة بطل المنوفية الملقب بـ«أبو شعير»، مشيراً إلى أنه كان من عائلة ميسورة من أبناء قرية عشما التابعة لمركز منوف، وكان يعيش في قصر منيف، حوَّله - بعد وصول الحملة الفرنسية إلى مصر- إلى قلعة حصينة؛ حيث كان يوجد على أسواره ثلاثة مدافع كبيرة، إلى جانب عدد كبير من المغازل التي كانت تسمح لحاملي البنادق بالاشتباك، ويقول المصري: «عندما أراد الفرنسيون مهاجمة أبو شعير المنوفي، اكتشفوا أنه أقام المخافر؛ لحراسة قريته، لكن ذلك لم يمنع من حدوث مناوشات بين القوات الفرنسية، والفلاحين المصريين المتمترسين خلف أسوار القصر، إلا أن الفرنسيون نجحوا بعد فترة في اقتحام القصر الذي يتحصن فيه «أبو شعير»، وحاولوا توقيفه لكنهم فشلوا في ذلك، فأرسلوا إليه من يفاوضه، مقابل أن يكف أذاه عن جنود الحملة، ويلتزم بعدم التعرض لهم بالقتل، غير أن «أبو شعير» رفض هذا المطلب، مؤكداً أنه سوف يستمر في المقاومة التي كبّدت الفرنسيين خسائر ضخمة».
ويضيف المصري: «قاد أبو شعير العديد من المعارك ضد الحملة الفرنسية على تخوم منوف، وما حولها لفترة طويلة، قبل أن يضيق عليه الخناق في إحدى المعارك، فقرر أن يلقي بنفسه في ترعة مجاورة للقصر، في محاولة للهرب وتجميع مقاتلين آخرين حوله، وتقول القصة: إنه أصيب بطلقة سددها أحد الجنود الفرنسيين، قبل أن يموت شهيداً في المعركة، ويتحول إلى بطل أسطوري ظلت ذكراه حاضرة في نفوس العديد من الأجيال لعقود طويلة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2csbasvt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"