عادي

تراشق بايدن ونتنياهو يعمق الأزمة الأمريكية الإسرائيلية

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

تواصلت أمس الأربعاء، المفاوضات بين أحزاب الائتلاف الحاكم في إسرائيل وأحزاب المعارضة، حول التعديلات القضائية، بعد لقاء أول جرى مساء الثلاثاء، وفق ما أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، فيما أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تفاؤله بشأن التوصل إلى حل وسط مع المعارضة، رغم أجواء التوتر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي طالب حكومة اليمين المتطرف بالتخلي نهائياً عن تلك التعديلات، ليرد عليه نتنياهو بأن إسرائيل لا تصدر قراراتها بناء على ضغوط خارجية، حتى عندما تأتي من أفضل أصدقائها.

 وبعد هذا التراشق النادر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، طالب نتنياهو، أمس الأربعاء، الوزراء في حكومته بعدم إطلاق تصريحات ضد الرئيس بايدن، في محاولة على يبدو لتقليص أضرار الأزمة بينهما، فيما اتهم مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية نتنياهو، ومستشاره المقرب ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بارتكاب «خطأ فادح في تقدير» الموقف الأمريكي حيال التعديلات القضائية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مكتب نتنياهو عمم تعليمات على الوزراء بعدم التطرق بعد الآن إلى الرئيس الأمريكي. وكان الرئيس بايدن اعتبر الثلاثاء أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها «مواصلة هذا المسار»، وقال أعتقد أنني عبَّرت عن رأيي بوضوح، معرباً عن أمله في التخلي عن مشروع الإصلاح. وقال الرئيس الأمريكي على هامش زيارة إلى ولاية كارولاينا الشمالية «لا يمكنهم مواصلة هذا المسار، وأعتقد أنني عبرت عن رأيي بوضوح». وفي وقت لاحق، صرح بايدن بعد عودته إلى واشنطن بشأن نص القانون «آمل أن يتخلوا عنه». ورداً على سؤال عما إذا كانت الديمقراطية الإسرائيلية بلغت نقطة تحول، قال بايدن «لا أعرف ما إذا كانوا قد بلغوا نقطة تحوّل، لكنه وضع صعب ويجب عليهم إيجاد حل». وأضاف «آمل أن يتصرّف رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) على نحو يحاول فيه التوصل إلى تسوية حقيقية»، مشيراً إلى أنه لا يعتزم «في المدى القريب» دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة البيت الأبيض. 

ورداً على هذه التصريحات، أكد نتنياهو في بيان أن «إسرائيل دولة ذات سيادة، تصدر قراراتها عن إرادة شعبها ولا تستند إلى ضغوط من الخارج حتى عندما تأتي من أفضل أصدقائها». وقال نتنياهو إن تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة «لا يتزعزع». وقال نتنياهو في كلمة عبر الإنترنت أمام قمة الديمقراطية في واشنطن التي حضرها افتراضياً «عرفت إسرائيل والولايات المتحدة اختلافات في الرأي من وقت لآخر، لكنني أحرص على تأكيد أن التحالف بين أكبر ديمقراطية في العالم وبين إسرائيل الديمقراطية القوية والشامخة والمستقلة في قلب الشرق الأوسط، راسخ لا يتزعزع. وما من شيء قادر على تغيير ذلك». وادعى نتنياهو أن سببه المعلن للتعديلات، وهو تحقيق التوازن بين فروع الحكومة الإسرائيلية، يمكن توفيقه مع الحريات المدنية. وأضاف أن المفاوضين «سيحاولون تحقيق توافق وطني أشمل لتحقيق كلا الهدفين. وأعتقد أن هذا ممكن. نحن الآن منخرطون في هذا الحوار بالضبط».

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة الأمريكية – اليهودية «The Forward» عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، اتهامه لنتنياهو وديرمر بارتكاب «خطأ فادح في التقدير» عندما يتعلق الأمر بفهم الولايات المتحدة ورد فعلها على خطة التعديلات القضائية. وقال المسؤول إنه «كما أشار الرئيس، ما سيحدث بعد ذلك يعود إلى ديرمر وبيبي (نتنياهو)». واعتبرت الصحيفة أن تصريح بايدن عكس التخوف في الإدارة الأمريكية من أن نتنياهو لا يسيطر على حكومته، وإنما تقوده جهات متطرفة في الحكومة وأن خطة تعديلات القضاء لم تتراجع وإنما ستتأخر لاعتبارات تكتيكية فقط. وأضافت أن مسؤولين في الإدارة يعتقدون أنه يجب «لجم نتنياهو»، بعد إقالة وزير الجيش يوآف غالانت وإقامة حرس قومي يخضع لبن غفير «في ذروة شهر رمضان». ومنذ تشكيل الحكومة، طالبت إدارة بايدن نتنياهو بأن يثبت أنه لا يسمح لوزرائه المتطرفين بقيادة سياسة الحكومة.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpvf4dtv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"