عادي

سامر وساهر.. والصبر على الصيام

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق

سامر يبلغ من العمر اثني عشر عاماً، وأخته هند عشر سنوات، جمعهما الفرح بأيام شهر رمضان؛ لأنهما سوف يذهبان كعادتهما إلى بيت عمهما حُسين ويلتقيان مع ابنه ساهر، فقد اعتاد العم أن يدعو أخاه محمود والد سامر وهند وزوجته إلى مائدة الإفطار مرات خلال الشهر الكريم.

يوم الدعوة، قام سامر ليحضر نفسه وملابسه وكذلك هند، وقد أحضرا لساهر هدية رمضان، وهو فانوس جميل متعدد الألوان والأشكال، وقامت والدة سامر لتعدّ هدية لمنزل العم وزوجته وابنهما ساهر، فصنعت الكثير من الحلويات الرمضانية الشهية.. وقالت لهم: يجب أن نذهب مبكراً حتى أستطيع مساعدة زوجة عمكما في تحضير أطعمة الإفطار، ابتسم الأب وقال لزوجته: بارك الله فيك يا أم سامر.

ذهب الجميع إلى بيت العم حُسين، وعند وصولهم استقبلهم ساهر بالحب والفرح، وتبادلوا السلامات والترحيب، وقدمت أم سامر الحلويات الرمضانية، التي صنعتها لزوجة العم وشكرتها كثيراً. وقدّم سامر وهند فانوس رمضان الجديد لساهر، وفرح به كثيراً وشكرهما، وقال لهما: تفضلا لنجلس في حجرتي، وذهبت أم سامر لتساعد زوجة العم في إعداد الإفطار، وجلس الأبوان حُسين ومحمود يتبادلان الحديث.

بدأ الوقت يمر ويشعر سامر وساهر بالعطش والجوع، ودخل عليهما الأبوان فسأل العم حُسين: ما بكما؟ قال ساهر: تعبنا يا أبي وشعرنا بالإجهاد والعطش، فقال لهما: يمكن أن نسلي وقتنا حتى يأتي ميعاد الإفطار بالحديث عن أهمية الصيام والصبر عليه.

التف الأولاد حوله ومعهم أخوه محمود، وبدأ العم حُسين يتكلم: يا أبنائي، في هذا الشهر الكريم فرض الله الصيام على كل مسلم، وهو من العبادات الروحانية الجميلة يتشارك فيها الجميع، وهو فرض من فروض الإسلام، فيقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه».

فقال سامر لعمه حُسين: ولكني أشعر بالجوع والعطش، وأرغب في شرب الماء. قال له العم: هذا شعور طبيعي يا بني، لكن عليك أن تصبر؛ لأن الصيام هو الصبر على الجوع والعطش، ويجب عليكم ألّا تستسلموا، وأن تقوموا بإشغال أنفسكم بالعبادة بقراءة القرآن الكريم والصلاة. ثم قال محمود والد سامر وهند: وعلينا أن نتحمل يا أولاد، فالصيام ركن من أركان الإسلام، وللصائم فرحتان، فرحة عندما يُفطر عند أذان المغرب، وفرحة أخرى عندما يلقى ربه ويرى ثواب صيامه عند الله. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «هذا شهر رمضان جاءكم تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين». ومن فضائل رمضان نزول القرآن الكريم فيه، قال الله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، سورة البقرة: الآية185، ومعنى الآية يا أولادي أن شهر رمضان الذي ابتدأ الله فيه إنزال القرآن في ليلة القدر، هداية للناس إلى الحق، فيه أوضح الدلائل على هدى الله، وعلى الفارق بين الحق والباطل.

فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحاً مقيماً فليصم نهاره. ويُرخص للمريض والمسافر في الفطر، ثم يقضيان عدد تلك الأيام. يريد الله تعالى بكم اليسر والسهولة في شرائعه، ولا يريد بكم العسر والمشقة، ولتكملوا عدة الصيام شهراً، ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر، ولتعظموه على هدايته لكم، ولكي تشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير.

ابتسم العم حُسين وهو يقول: ومن فضائل رمضان أيضاً ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ لكثرة ما يقع فيها من فضائل. قال سامر: يا الله على الخير والنعم التي يأتي بها الشهر الكريم. ثم قال ساهر: نحمد ربنا على نعمة الصيام. وقالت هند: وأيضاً الصيام يعلمنا الصبر والقدرة على التحمل.

وعندما انتهى الحديث، دخلت أم ساهر وقالت لهم: تفضلوا إلى مائدة الإفطار، لم يصدق الأولاد أن الوقت فات سريعاً، وجاء وقت تناول الطعام، والتفوا حول المائدة فقال العم حُسين: اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا يارب العالمين. هيا يا أولادي نتناول التمر والعصير ونصلي، ثم نفطر من خيرات الله علينا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvv4c7cd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"